نفت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي وجود قطيعة ثقافية بين الجزائر ومصر على خلفية غياب الأخيرة عن معرض الجزائر الدولي للكتاب الذي افتتحه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الأسبوع الماضي ويستمر حتى السادس من الشهر الجاري.
وقالت تومي في تصريح لمناسبة معرض الكتاب في ردها على عدم مشاركة مصر "من الجنون أن نتصور يوما قطع العلاقات الثقافية بين الجزائر ومصر التي يعود تاريخها إلى زمن ششناق"، في إشارة إلى الملك البربري الذي انتصر على الملك رمسيس الثالث من أسرة الفراعنة في مصر عام 950 قبل الميلاد في معركة دارت في منطقة بني سنوس في ولاية تلمسان في أقصى غرب الجزائر.
وأضافت تومي في التصريح الذي نشر الأحد أن "العلاقات بين الجزائر ومصر قديمة جدا، تمتد إلى عهد ششناق، ومن الجنون أن تكون هناك قطيعة ثقافية بين بلد كليوباترا سليني ويوبا الثاني"، وأشارت إلى اتفاق وزراء الثقافة العرب في اجتماعهم مؤخرا في قطر حول وضع إستراتيجية مشتركة للثقافة العربية "وطبعا الجزائر ومصر ستكونان شريكتين في المشروع".
وكانت مكتبة الإسكندرية أعلنت مشاركتها في معرض الجزائر بعد تلقيها دعوة رسمية، غير أن محافظ معرض الجزائر إسماعيل مزيان صرّح بعدها بأن مصر لن تشارك في المعرض ليس لأنها قاطعت بل لتجنب تداعيات الأزمة التي وقعت بين البلدين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بسبب مباراة التأهل لكأس العالم في كرة القدم.
وقال مزيان إن الجزائر لم تشارك في معرض القاهرة لنفس الأسباب وليس لأنها قاطعت.
"
عدم المشاركة المصرية في المعرض لن تغير من واقع الأمر، فنحن أبناء ثقافة ووطن واحد
محمد رشاد
"
ضيق الوقت
وكان رئيس اتحاد الناشرين المصريين محمد رشاد قد أكد الأربعاء الماضي أن دور النشر المصرية لن تشارك في معرض الجزائر للكتاب هذا العام، بسبب ضيق المساحة المخصصة لهم وضيق الوقت إثر تأخر الدعوات الموجهة لبعضها.
وقال رشاد إن منظمي المعرض "قرروا إعطاء الجناح المصري مساحة 50 مترا مربعا بعد أن كانت المساحة المخصصة للناشرين المصريين تتجاوز 1000 متر مربع" في السنوات السابقة.
غير أن رشاد أكد في الوقت نفسه أن "عدم المشاركة المصرية في المعرض لن تغير من واقع الأمر، فنحن أبناء ثقافة ووطن واحد". وأضاف "مهما حصل، فسنكون دائما في البوتقة الثقافية نفسها والمصلحة المشتركة بين بلدين شقيقين".
وكان عدد من المفكرين والمثقفين الجزائريين المقيمين في الجزائر والخارج قد رفضوا موقف المسؤولين عن المعرض بعدم دعوة الناشرين المصريين للمشاركة فيه.
ودعا هؤلاء المفكرون في عريضة في أغسطس/آب إلى "رفع المنع المفروض على عرض الكتب المصرية" في المعرض الخامس عشر، مشيرين إلى محاولة "يائسة" من جانب واحد ضد الأدب المصري.
وكانت حوادث سبقت وتلت مباراة كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر للتأهل إلى كأس العالم 2010، في نوفمبر/تشرين الثاني 2009 في القاهرة، أدت إلى توتر شديد بينهما وأخذت الأزمة منحى دبلوماسيا.
المصدر: وكالات
المفضلات