hggمذبحة أسرية جديدة فى النزهة.. رجل أعمال يقتل زوجته وابنيه وينتحر بالرصاص
كتب فاطمة أبوشنب و مصطفى المرصفاوى ١٤/ ٨/ ٢٠٠٩
«مذبحة أسرية جديدة» شهدتها منطقة النزهة أمس الأول. تكرر نفس السيناريو الذى أنهى به مهندس حياة زوجته وولديه قبل ٤ أشهر تقريبا. أمسك رجل أعمال بطبنجة وأمطر زوجته وابنه وابنته بالرصاص. ثم انهى حياته بطلقة فى الرأس. جدران الشقة أخفت الجريمة لمدة ١٠ ساعات. بعدها اكتشف الأقارب والجيران الحادث. وجدوا دماء الضحايا تسيل على الأرض.
تفاصيل حياة الأسرة ويوم تنفيذ الجريمة رصدتها «المصرى اليوم» فى المشاهد التالية.
قبل «١٧ سنة» توقفت السيارة أمام المنزل رقم ١٥ شارع عبدالحميد أبوهيف بمنطقة النزهة. رجل أعمال «أسامة الفريد» وزوجته «ميرفت ويصا» وطفله «اندروا». نزلوا من السيارة. ووقفوا أمام الباب. البواب وزوجته أسرعا إليهم لحمل حقائبهم. رحب البواب بهم قائلا «شقة مبروكة عليكم إن شاء الله».
أسرع الطفل الصغير يتخطى درجات السلم حتى وصل إلى الدور الرابع. فتح الأب باب الشقة ليبدأوا عمرا جديدا من حياتهم. مرت الأيام بين جدران الشقة. يتشاجر الزوجان احيانا. وتمر الساعات وتعود الألفة من جديد كأى أسرة.
رزقهما الله بطفلة جميلة حملت اسم «إيرنى». تولت الأم تربية الأبناء. تذهب إلى المدرسة التى تعمل بها وتحمل طفلتها على كتفيها تارة. أو تتركها لدى أسرتها التى تسكن فى العمارة المقابلة. وتولى الأب تحقيق أمانى طفليه. دخل فى مشاريع عديدة. منها الاستثمارية وأخرى العقارية. الحظ يعانده احيانا وتضحك له الدنيا احيانا. مرت الايام وشب الطفل. وتدرج فى التعليم حتى التحق بكلية الهندسة. ودخلت الابنة المرحلة الثانوية.
جدران الشقة شهدت احلى أيام الأسرة. اعتاد الأب تقديم الهدايا الفارهة لولديه بعد كل نجاح فى المراحل التعليمية. العام الماضى اشترى سيارة فارهة لابنه بعد نجاحه فى الفرقة الثانية بكلية الهندسة. ووعد الابنة بشراء واحدة مماثلة فى حالة تحقيقها درجة عالية فى الثانوية العامة.
فى الفترة الأخيرة لم تكن الأمور على ما يرام - كما قال أقارب الأسرة والجيران- مشاجرات وأصوات عالية تصدر من داخل الشقة. حاول الأقارب التدخل لحل بعض الأزمات إلا ان الخلافات كانت تعود من جديد. لم تجد الزوجة غير أفراد عائلتها لتحكى لهم ما يحدث داخل شقتها.
أكدت لهم أن زوجها اعتاد السهر خارج المنزل وشرب المواد الكحولية والمواد المخدرة والإقامة فى الفنادق وترك أسرته لأسابيع. تدخل والد الزوجة وحاول ان يتحدث مع الزوج. وكان يتعلل الزوج دائما بانه يمر بحالة نفسية سيئة لخسارته أموالا فى العديد من المشروعات التجارية.
توجه والد الزوجة إلى الزوج فى مصنعه بمنطقة شبرا. وعرض عليه مساعدته ولكنه رفض. واكد له انه حصل على ميراث من والده. وبعد أيام علم والد الزوجة ان الزوج خسر أموال الميراث أيضا.
يوم الأربعاء الماضى كان اليوم الأخير فى حياة أفراد الأسرة. فى الصباح عاد الأب بعد فترة غياب كان يقضيها فى الفنادق. صعد إلى شقته بعد أن ألقى السلام على البواب وزوجته. دقائق قليلة وسمعت زوجة البواب أصوات صواريخ - هكذا قالت زوجة البواب - تصدر من اعلى العمارة. اعتقدت أن أطفالا يلهون خلف العمارة.
صعدت إلى اعلى ولكنها لم تكتشف شيئا. واثناء مرورها أمام باب شقة الأسرة. سمعت صوت التليفزيون عاليا وأصواتا أخرى لهواتف محمولة ترن بالداخل. لم تطرق باب الشقة. نزلت إلى أسفل. وفى الثانية عشرة ظهرا صعدت مرة أخرى وطرقت الباب لتنظيف الشقة كما كان الاتفاق مع ربة المنزل. ولم يجب أحد. صوت التليفزيون والهواتف مازال عاليا.
فى المنزل المقابل يبدو أن والد الزوجة هو الذى كان يتصل على الهاتف. ولم يجبه أحد. مرات عديدة حاول الأب الاطمئنان على ابنته وأسرتها كعادته فى كل صباح. فى العاشرة مساء تسلل القلق إلى قلب الأب. توجه إلى منزل ابنته. وجد صوت التليفزيون مرتفعا. ولم يجبه أحد.
استدعى الأب ابنه المحاسب «٣٥ سنة». حضر ومعه البواب وزوجته كسروا الباب ليكتشفوا المذبحة. وجدوا الابنة ملقاة على سريرها ومصابة بطلقات نارية. والابن والام وزوجها فى الغرفة الثانية مصابون أيضا بطلقات نارية والدماء تسيل منهم. لم يتحمل الأب المشهد سقط على الأرض، صرخات شقيق الزوجة والبواب وزوجته لم تتوقف تجمع الجيران والأقارب. وتحولت إلى العمارة صرخات عالية.
بعد اقل من دقائق عديدة انتقلت أجهزة الأمن إلى المكان وفرضوا كردونا أمنيا على المكان. وانتقلت النيابة لإجراء المعاينة وأمرت بنقل الجثث إلى المشرحة وصرحت بدفنها بعد العرض على الطبيب الشرعى. هنالك أمام المشرحة تجمع الأقارب. تسلموا الجثث لتنهى تفاصيل مذبحة جديدة وقعت أيضا فى منطقة النزهة.
بعد أشهر من المذبحة التى ارتكب فيها مهندس جريمة قتل أفراد أسرته بسبب خسارة أمواله فى البورصة. ربما الاختلاف فقط فى أداة الجريمة. المهندس قتل أسرته بالبلطة. ورجل الأعمال أمطرهم بالرصاص. المهندس توقفت حياته داخل السجن قبل تنفيذ الحكم بأعدامه. ورجل الأعمال نجح فى الانتحار بعد ثوان من تنفيذ جريمته
المفضلات