رسالة الى اللهلا اعلم ما هو ذاك الشعور الذي انتابني و أنا أعيش لساعات و ربما لأيام مع من هم لا يرون ظاهريا او من هم يُسمون بالعميان... أأسف لكن هكذا هو المسمى العام... لديهم ... لم اجلس من قبل مع شخص لا يرى لأجلس اليوم مع مجموعة كبيرة منهم تختلف إعاقتهم من حيث الكم من ناحية التأثير... لكنها واحدة فجميعهم.. فجميعهم باقون على عهد واحد... على ان لا يفتحوا أعينهم للعالم فتعمى من كثرة النظر... هم أشخاص لا يبصرون الماديات التي تغلفنا و نعيش بأحضانها. بالبداية شعرت بالحزن عليهم و على حالهم فها هو عبدالعزيز طالب ماجستير في كلية الآداب... لاجئ من قطاع غزة المحتل، هو بالحقيقة ليس غزيا لكن شائت الظروف ان يحسب والده كذلك ليأتي هو الآخر غزيا ( من قطاع غزة) بلا هوية و ليأتي الى هذا العالم الذي لا يرى من نوره شيء و كأنه ما زال يعيش في رحم امه المظلم... هو لا يستطيع العمل و لا الحصول على رخصة قيادة او غيره بحكم عدم وجود هوية احوال... بلا هوية و لا حتى كرت مؤن ولا حتى عينان ....
يذهب و يأتي كل يوم، متخطيا كل الحواجز النفسية و الاجتماعية والمادية منطلقا نحو حلم ٍ يتيم، مبتور الفرحة، مجهول النهاية ... يأتي كل يوم مخضبا ً بالأمل و الطموح ... يعلم تماما ان ما سيجنيه من علم لن يحقق له الكثير... تراه يسألك عن تخصصات معينة في جامعات امريكية و عن برامج حاسوب صوتية يتعلم عن طريقها اللغة... تراه يمارس الحياة بحيثيات لم نستطع نحن المبصرون إدراكها... أي دافع ذاك الذي يجر كل هؤلاء نحو هذا التمرد البطولي على مُسَلمات المجتمع القبيحة... نحن المبصرون نحسب جدوى علمنا و معرفتنا على الالة الحاسبة فلا علم لدنا دون ارقام... لغتنا و هدفنا المادي البائس... أما هم فتلك الارقام أتفه من ان تستحوذ على تفكيرهم... هم سعداء، بسطاء، كرماء على الحياة التي لا تنبت تقتر العطاء معهم...
ليس هو فاحسب بل أسماء معه ... أخته التي كرست حياتها و ما تبقى من ضئيل بصرها له ولحلمه بنهاية سعيدة...الان لم اعد احزن عليهم بل احزن على نفسي التائهة، احزن على ما قد مر من حياتي دونما ان ابحث عن الحقيقة عن السعادة عن الله... عن الجنة... احزن لأني لم اقم ليلي شاكرة الله على نعمة البصر... ها انا امشي و غيري يزحفون ها انا اتكلم و غيري لا ... يا الله ما اصعب شعورهم... ما اصعب حالهم... انا اختنق و اكتئب و أحيانا ابكي إن مرت ساعة دون ان اتكلم و لو مع نفسي... الحمدلله
انني لست مصابة بالسكري او القلب او الكلى او السرطان او الحقد او الحسد او الغيرة او الغباء او الجهل اوووووو او ماذا ...؟ الحمدلله انني اعي في هذا الكون ما لا بعض الناس ة اسمع ما لا يسمعون... يا ترى كم بقي من حياتنا لنعيشه بعيدا عن الله... كم سنعش و هل ستدركنا الساعة و نحن في غفلتنا نائمون .... كم متى كيف لماذا هي اسئلة كثيرة تنخر في رأسي أثناء تواجدي معهم، أسئلة تفتح في رأسي ثغرات من الالم و سااحات من الفراغ النفسي و العاطفي و ايضا مساحات شاسعة من الخوف... لكن هم من يزرعون تلك المساحات الفارغة بالأمل و التحدي و الاقدام و القوة ... نعم القوة ... هم من يسقوا ورودا زرعوها في كياني القاحل بماء السماء العطر بالبركة و الرضا و الطهارة.... نعم هم اشخاص لم تمنحهم الحياة الا قليلا وهم يعيشون في حالة عطاء مستمر...
رسالة الى الله.....
لا اعلم ان كان من الجائز ان اكتب الى الله لكن لي في الدين طقوس اعتقد بها اعتقادا جازما... ارى هنا ان اكتب معلنة عن احدى رسائلي ركيكة اللغة لكن ايماني بأن الله دعانا لنتحدث معه كما نريد و بأي لغة او لهجة يجعلني اتشجع لاكتب امامكم... الهي جل جلاك... احبك بكل ما املك... أحب عطفك علنا، و رحمتك بنا، وصفحك عن ذنوبنا وصغائر أعمالنا... فمنذ أتيت الى هذه الخليقة و لا اجد غيرك يسمع أنين ليلي و يصرف عني كدري و يهون علي مصابي... لم أجد غيرك ملجأ حينما تكالبت عليا الاقدار و اردتني تائه بين الاشرار...قلبي يدق بقوة و لم يدق من قبل بهذا الشكل العنيف فأحس بك تراني نعم تراني انا بالذات...
كم احبك يا الله الهي... أكتب هنا و امام هؤلاء القراء لأقول لهم كم أنت أنعمت و فضلت علي بكريم عطائك... فقد منحتني الصحة و المال و الجمال و العقل و الدين وكل شيء و ها أنا لا أعطي شيء مما يليق برفعة كرمك و جزيل عطائك ها أنا أنسى و أنسى لكنني اذكر ان عبد العزيز و رفاقه لا يرون و أنا أرى ... نعم اعلم إن هذا من دواعي حكمتك...وربما يملكون ما لا املك... لكنني احمدك كل الحمد و أشكرك كل الشكر على ما منحتني اعلم انه من الغباء ان اترجم حبي كلمات تقرأ لكنك الهي تعلم ان قلمي طوع هواي... و أنني احاول كل يوم ويكل ما املك ان أترجم حبك فعلا فيه ر ضاك و مصلحتي...هذه الفترة بالذات اشعر بالفخر اتجاه ديني و الهي و رسولي و أحكام ديننا الحنيف... ها انا هنا اسمع و أرى أسئلة غبية لبعض الملحدين حول حقيقة وجودك... ها انا و على مدار شهر كامل أفكر بك فوجدتك في كل مكان في كل محيط و دائرة كيف لا تكون هنا و كل نعمك ها هنا... سامحني الهي على قلة حيلتي و ضعفي و يسير لي دروب العلم و المعرفة و أدم علي جميل نعمك و على جميع خلقك المسلمين يا الله...
أن أحبك فهذا شعور يسمو عن الكلام و الحديث... سأقولها مجددا في صلاتي و نسك ِ و محياي فهي كلها خالصة لوجهك العلي الكريم...
المفضلات