[grade="00008b ff6347 008000 4b0082"]
عزيزي المدخن ... أكتب عزيزي لأتحلى بالتأدّب الشديد
في المخاطبة ، علما بأنها غير صادقة أبدا ، فالحقيقة أنك عدوّي اللّدود ...
فلا أكاد أخرج من باب المنزل وأمشي خطوات حتى أصدم
بسحب سوداء من الدخان المتصاعد من فمك ..
أو من حارقةٍ بين إصبعي آخر من شاكلتك ،من زملائك المدخنين ..
في الواقع .. أبقى احترمك كثيرا حتى أعلم أنك مدخن
فتهبط هيبتك كثيرا في نظري ، فإذا ما رأيتك متلبسا بالجريمة
لم أعد أراك ...
أعلم أنك لا تكترث لمثل هذه الآراء المناهضة لسلوكك
وقناعاتك ..
لكني أحب أن اذكرك .. إن رأيت نفسك مفيداً لأحد ما
فأنت قاتل للإنسانية ..
إن أنقذت إنسانا يوما ما ، لا تفرح كثيرا ..
فبسيجارتك قد قتلت أناسا أضعافا مضاعفة ...
أنت أيها المدخن ...
أعلم أنك ستسخر من هذه الكلمات ،
فأنت من الأنانية وانعدام الإرادة ما يجعلك طاردا للنصيحة
لكني أُعلمك إن كنت تجهل ، وأذكرك إن كنت متناسيا
بدخانك هذا أنت ظالم وكل من حولك مظلومين
والله ناصر المظلومين ، قاصم الظالمين
.. لا تهوِّن من هذا الأمر .... فأن لم تصبك دعوة أحدنا لا بد ستصيبك اختها ...
دعَوْنا لكَ كثيرا بالهداية ، لكن ..
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
والظاهر أن احشاءك قد اسودّت من هذا السّم القاتل
فلم تعدْ قادرا على التفكير الصحيح واتباع الطرق السليمة
فرع آخر من الموضوع ...
أنا أعرف كثيرا مثلك من الفائدة للمجتمع بمكانة كبيرة ، لكني أقول :
أن تقصِّر أيها المفيد من عمرك بسبب الأمراض الخطيرة والأوبئة الوحشية
التي ترميك سريعا في الحفرة السوداء من أجل ذلك النتن " الدخان " ، فهذه جريمة أخرى ..
ترتكبها بحق نفسك وأطفالك وأهلك ومجتمعك وأمّتك كلها ..
والله إني كثيرا ما كنت أتمنى أن أنضم للأمن العام ،
من أجل مكافحة هذه الآفة اللعينة ، ومخالفة الخارجين على حق الحياة
إلا أنني لمّا رأيتُ أغلبهم وحتى ذوو المراتب منهم ينكسرون لتافهة قاصمة
إن لم يتعمقوا بضعف إلى الأرجيلة ، فإني عدت عن أمنياتي سريعا
خوفا من الإنكسار ...
وأصبحتُ أحلِّق بخيالي بعيدا في السماء ...
لو أني أهاجر إلى كوكب آخر أتنفس فيه هواءاً نقيا ..!!!
وألعب لعبة الحياة دون أن يداخل قلبي سوادا من أنانية أحدكم ..
أو انهزامية من أخر ...
... بالله عليكَ أيها المدخن ...
لا تجعلنا نداوم على شكواك إلى ملِك الملوك
فهو يعطيك مهلة فإن لم تتغير يقصمك ....
[/grade]
المفضلات