سلامتك .. أيتها العزيزة
سلامة عينيكِ ..
سلامة رأسك المتألم ..
سلامة جسدك اللطيف ..
كنت أود ألا أزيد على ذلك كلمة واحدة ..
كنت أود أن أكف عن أحلامي ,
وأن أتوقف عن كلماتي ,
التي صارت تزيد حيرتك وتثير ريبتك ..
كنت أود ذلك ..
ولكني وجدت ريشتي تنساب نحوك
كما ينساب الماء في نهر من الشوق ,
ووجدت ريشتي
تقترب من سريرك الأبيض ,
وتلمس جبينك المضيء المرتعش
مسا رقيقا كرقتك ,
وتربت على كتفك القطني
المتمدد في صمت حنون ,
هامسة :
سلامتك أيها الجسد العزيز ..
سلامتك يا من تحمل روحي الأليفة ..
سلامتك أيها الزورق الساكن في بحر الإشراق ..
***
كنت أود , قبل ذلك ,
أن أكتب لك رسالة أخيرة ..
رسالة وداع ..
تريحك من قلق الحيرة وبواعث الريبة ,
ولا تزيدك ألما على آلامك ..
كنت أود ذلك ,
ولكني وجدت في رسالتك
ما يبعث على كتابة مئة رسالة وألف قصيدة ..
وجدت في كلماتك ما يحرك القلم الجامد
ويحيي القلب الميت
ويسكب المداد أنهارا ..
***
وتذكرت حكايتك وحكايتي معك ,
ودعوتك لي بالتفكير في علاقتنا
والوقفة مع النفس تجاهها ,
وموقفك من أحزاني .. الخ الخ .
وأصدقك القول ..
لقد فكرت كثيرا ,
ووقفت مع نفسي كثيرا ,
فلم أجد أمامي سوى
طريق طويل أهرول فيه نحوك ..
طريق تعرفينه جيدا ..
إنه نفس الطريق الذي كنتِ تمشين فيه نحوي ..
هذه هي الحقيقة , وهكذا هو معها ..
أتت إليه ماشية فسعى إليها مهرولا ..
تقربت إلى قلبه ميلا فتقرب إلى قلبها أميالا ..
***
أما عن أحزاني ,
فلا أجرؤ على إثارتها أمام قرارك التاريخي ,
احتراما لك ولقرارك ..
وبدلا من ذلك ,
سأظل أكتب إليك ـ إذا رغبت ـ أشواق روحي ,
كما هي ثائرة في واقع الأحلام ,
فإن واقع الأحلام أعذب من أحلام الواقع
مئات المرات ..
ولا أريدك أن تكتبي لي
إلا إذا شعرت بأن ذلك يوفر لك
بعض السعادة التي هي غاية مطمعي ,
أو كل السعادة التي أتمناها لك مخلصا
من كل قلبي ..
طابت روحك ,
وسلام إليها من روحي ..
مما اعجبني
للمزيد من مواضيعي
المفضلات