ضمن حملته لتدعيم فرصته في اعتلاء منصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"، سافر وزير الثقافة المصري فاروق حسنى إلى العاصمة الفرنسية لازالة الصورة السلبية التي رسمتها الحملات التي قادها المثقفون اليهود في باريس.
ويخوض حسني منافسة شرسة مع ثمانية مرشحين من أجل خلافة المدير الحالى للمنظمة الدولية اليابانى كويشيرو ماتسورا، وتبدو آمال الوزير المصري قوية رغم دخول نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر ياكوفنكو، والمفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية النمساوية بينيتا فيريرو فالدنر سباق الترشيح.
واعتبر الوزير المصري في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية أن ترشحه لمنصب مدير عام اليونسكو يعد فرصة نادرة لدعم الحوار بين الثقافات المختلفة يجب علي الجميع استثمارها، مشددا أن خسارته ستكون بمثابة خسارة تاريخية حتى لإسرائيل نفسها.
ومن جانبها أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن زيارة حسنى الي فرنسا تندرج ضمن حملته الانتخابية للفوز بمنصب اليونسكو وليست زيارة رسمية، مشيرا الي إنه لن يتم استقبال الوزير بمقر وزارة الخارجية الفرنسية خلال هذه الزيارة.
وأوضح فريدريك ديزانيو مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن وزير الثقافة المصري يزور فرنسا بصورة منتظمة وقد تكررت كثيرا خلال شهرى مارس وأبريل الماضيين.
ديزانيو أعلن أن بلاده تترقب باهتمام كبير انتخابات المدير العام الجديد لمنظمة اليونسكو باعتبارها دولة المقر لمنظمة، والتي سوف يتم الاعلان عن المدير جديد في شهر سبتمبر المقبل.
وفي إطار متصل، واصل حسني خطبه ود الدولة العبرية بحثا عن سبل لتخفيف الحملات اليهودية المناهضة لترشحة للمنصب المرموق، وأكد في تصريحات لصحيفة "التليجراف" أنه لن يمانع في زيارة اسرائيل والتعاون معها بشكل كامل في حال فوزه بالمنصب.
وشدد أنه أبدا لم يتخذ موقفا معاديا لإسرائيل أو اليهود أو أى شخص، موضحا أن ما قاله بشأن حرق الكتب الإسرائيلية تم تأويله حيث جاء فى سياق الرد علي وجود كتب إسرائيلية تسئ للإسلام بمكتبة الإسكندرية ولتأكده من كذب الادعاء رد بشكل قاطع علي النائب المصرى بأن يأتي بهذه الكتب ليحرقها.
وزير الثقافة المصري أكد أنه يعلم أن عمل اليونيسكو يعتمد على إقامة علاقات دولية جيدة وإحلال السلام بين الشعوب، ونفي رفضه تطبيع العلاقات الثقافية بين مصر وإسرائيل وإنما يبحث عن تسوية سلمية مع الفلسطينيين قبل تطبيع العلاقات.
وتابع أن برنامجه يقوم علي المصالحة بين الحضارات والأديان وبين الإنسان والبيئة وقد دعا بنفسه أحد الموسيقيين اليهود لتقديم عرض موسيقى فى مصر مما يؤكد علي إحترامه للجميع، كما تبني الاهتمام بتعليم المرأة والقضاء علي بؤر الصراع في العالم.
من جانبها كتبت الصحيفة البريطانية أن " حسنى هو المرشح الأفضل لتقلد المنصب رغم الحملة المضادة من جانب المثقفين الفرنسيين، وأكدت ان ترشيح الوزير المصري اختبار للغرب في التعامل مع المسلمين المعتدلين خاصة بعد خطاب اوباما الي جانب مواقف حسنى القوية من اجل حرية التعبير والتصدي للاتجاه المتزايد لارتداء المرأة المصرية للحجاب" !.
ومن المقرر أن يقضي حسنى عدة أيام في باريس يعقد خلالها عدة جلسات مع كبار المسؤولين الفرنسيين والسفراء المعتمدين لدى اليونسكو،وعدد من الشخصيات البارزة فى وسائل الإعلام الفرنسية والدولية.
المفضلات