لسيد / محمود الحمضبات مدبر التربية والتعليم في وكالة الغوث الدولية نطالبك بمنع الضرب في المدارس جملة وتفصبلا .......
.................
تمثل ظاهرة العنف ضد الأطفال ما يشبه رواية من روايات الرعب التي كثيراً ما تظل محبوسة في طي الصدور؛ إذ يُستَخدم العنف ضد أضعف أفراد المجتمع وأعجزهم عن حماية أنفسهم، وهم الأطفال في المدارس، يواجه الأطفال العنف والضرب حتى يصبح العنف جزءاً معتاداً من تجربته في المدرسة؛ ففي كثير من البلدان لا يزال العقاب البدني مسموحاً به كأسلوب لفرض الانضباط في المدارس، حيث يتعرض الأطفال للضرب الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى إصابات خطيرة والعقاب البدني يُعلِّم الأطفال أنه طريقة مقبولة لحل المشاكل.
وعلى مستوى التعليم لا زال الحرص على ضبط الطلاب يدفع بعض المعلمين في مدارسنا على استخدام العصا للمساهمة في حفظ النظام وإعادة الهيبة للمعلم، وفئة أخرى من (التربويين) لا زالوا ممسكين بوسائل القمع المعروفة (اللي الأحمر) وفئة أخرى أشد رحمة لا تستطيع الدخول على الطلاب إلا بالمسطرة الخشبية، ونظام الفلكة الذي ظل ردحاً من الزمن وذاقه الآباء وربما الأجداد لا زال ضارباً أطنابه في مدارس كثيرة.
ورغم قرار وزارة التربية والتعليم بمنع الضرب بل ومنع استخدام العصا لجميع منسوبي المدرسة والاستعاضة عن وسائل العقاب الجسدي بوسائل تربوية جاءت فكرة تطبيق لائحة المشاكل السلوكية على الطلاب ولكن المدارس رغم تطبيقها هذه اللائحة إلا أنها لم تلغ وجود العصا والضرب.
وقد حفلت صحفنا المحلية خلال الفترة الوجيزة السابقة ببعض هذه الحوادث فضلاً عن حوادث مماثلة داخل أروقة إدارات التعليم وشعب التحقيق والمتابعة والتي لم تصل للصحافة.
الحلقة الأولى
بطولة وإخراج معلم، والضحية طالب صغير في المرحلة الابتدائية يفتح يديه الصغيرتين ليتعرض للجلد بسلك كهربائي، وإليكم تذكير بسيناريو هذه الحلقة: لم يجد معلم في المرحلة الابتدائية طريقة لمعاقبة طالب سوى ضربه مرات عدة بواسطة سلك كهربائي، على رغم منع وزارة التربية والتعليم الضرب في المدارس.
وصور معلم زميله الذي ظهر في مقطع فيديو، مدته نحو دقيقتين، وهو يوجه ضربات للطالب الذي بدا خائفاً ومرتبكاً ويصرخ بشدة من الألم وهو يتلقى ضربات معلمه الذي لم يظهر وجهه في المقطع إلا أنه ظهر عديم (الرحمة) و(الشفقة) خصوصاً أن الطالب راح يتوسله للتوقف عن ضربه. ولم يتبين السبب الذي دفع المعلم إلى معاقبة الطالب بهذه الطريقة القاسية، على رغم أن الطالب كان يحاول إظهار براءته من الذنب الذي يُعاقب من أجله.
ويبدو أن المعلم حصل على السلك من جهاز حاسب آلي في المدرسة، ولم يتوقف عن تسديد الضربات إلى الطالب على يديه أولاً ثم على أي مكان في جسمه عندما منعه الألم من فتح يده مرة ثانية، وواصل المعلم ضربه حتى تمكن من فتح الباب والفرار من الغرفة، فتبعته ضربة أخيرة عندما رمى عليه المعلم السلك الذي كان يضربه به.
إلا أن قيام كثير من المدرسين بضرب الطلاب يشبه السلوك اليومي، وهذه المخالفات مستمرة بعلم إدارات التعليم والمشرفين ومديري المدارس. ويظهر في المقطع أن عمر الطالب لا يتجاوز 11 سنة، كما يظهر الطالب وهو يتلوى أمام ضربات المعلم التي تتوالى على يديه وباقي جسمه. وفي نهاية المقطع يعطي المعلم الطالب فرصة للخروج من الغرفة، بينما يحاول توجيه الضربة الأخيرة له، متوعداً إياه بعقاب آخر، وسط بكاء الطالب، الذي خرج مذعوراً من الغرفة.
مر عام على هذه الحادثة واكتفى المسؤولون في التربية بالتفاعل النظري على نحو ما قاله المدير العام لإدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية (بنين) الدكتور عبد الرحمن المديرس تعليقاً على الحادثة: (إن أي إساءة نفسية أو جسدية يقوم بها معلم ضد طالب مرفوضة من جانب الوزارة). وأكد أنها (تلقى اهتمام المسؤولين).
وأضاف: أن الأنظمة واضحة في هذا الجانب، فهي تؤكد على أن أسلوب الضرب أو توجيه الإهانات مرفوض جملة وتفصيلاً، وهي من الأمور التي لا نرتضيها في مدارسنا. وأن التعليمات المعطاة إلى الجميع (تؤكد أن العلاقة بين المعلم والطالب يجب أن تنحو منحى الود والتفاهم والتقيد بالأخلاق الحسنة التي يوصينا بها ديننا الحنيف). وأشار إلى أن الدليل الإجرائي الخاص بهذا الشأن يوضح العلاقة بين الطالب والمعلم، وكيفية التصرف المناسب الذي يتخذ حيال أي أمر.
المفضلات