على دفة العصر و بين أسطر الزمان
انحنى العلم و دنى للانسان
يقول له ها أنا هنا .. ! .. فيرد الأخير باطمئنان
مللت منك أيها العلم .. ها هي الحياة أمامي ..ها هو الأمان
فوالله ما لي بك أية حاجة ما دام ها هنا و على كتفي المال
و اذا بالمال يأتي : "احرسني أرجوك احرسني " قائلا للصاحبه ..
" عيون الغدر أحاطت بك و اخاف على نفسي و عليك الآن "
فقال الانسان "لا أحد يمسسك ما دمتٌ موجوداً .. انت دمي و لحمي , و لراحتي عنوان "
و اذ بالعلم يهتف ثانيةً " أيها الانسان يا ايها الانسان "
و هذا لا يسمع ما قال سيّــــــــده و يبقى مع صاحبه فرحان ولهان
و بعد زمن ... والعلم غافوٌ على شجرة النسيان
صاح الانسان " يا علم أنقذني قد مسّنيَ الضرّ و الحل أجهله
و أنت غافواً ها هنا الآن !"
" انزل أرجوك .. أرجوك أنقذني مِن هذا الذي بلوت به في آني "
و توكأ العلم على غصن الشجرةِ و قال "لن أقدر النزول يا سيد الدنيا "
" عليك بالصعود .. و للصعود عنوان : التعب و الجد و السهر يا انسان .."
البارحة كنت أمامك في الكتب .. و المال من جنبي
فاخترت الأخير , فاجعله ينفعك , و نبذتني و من ينبذ الداءَ و الماءي
فاليوم من أتعب منك حالاً غير الذي مثلك يا جاهل العلم . .!
خذ مني و لكن لن تنال يوما ما كنت ستناله في يوم قد فاتَ
..... فضلت فيه العلم على المال .....
المفضلات