مقالات
الأصوات في حياتنا
عرفت أهميه الأصوات في ابداعاتنا وفكرنا وحسًنا وانجازاتنا العلمية واكتشافاتنا، واختراعاتنا، وقدرتنا على التواصل، وتعزيز اخلاقياتنا ولن أبالغ اذا قلت في قيمتنا وتأكيد وجودنا، عندما سمعت خبرا في احدى المحطات عن عالم اكتشف علاجا لمرض البهاق وكان الحديث عن هذا الانجاز العلمي لا يتجاوز الخمس دقائق فكان التساؤل : مثل هذا الانجازات العلمية الهائلة التي تخدم فئات من البشر ممن يعانون امراضا معينه نمررها بدقائق، في الوقت الذي نستغرق ساعات وساعات في بث الاصوات الموسيقية « الأغاني تحديدا».
الاصوات الموسيقية الصادرة عن الانجازات البشرية أو الاصوات الطبيعية «اصوات الطبيعة» التي لم تمتد يد البشرية اليها، تؤثر فينا اكثر مما نتصور فالصوت يعالج الاكتئاب والضغوطات النفسية، ويبعد النفس البشرية عن الشرور والغضب ويقودها الى اتباع الخير، بالاصوات يرتقي ويسمو الانسان وتتسع آفاقه وتبحر افكاره، والا لماذا يرتل القرآن، ولماذا تقرع اجراس الكنائس ولماذا التراتيل في معظم الديانات.
سيصل العلم يوما ما الى انجازات علميه مذهله في هذا المجال، فالاصوات الصادرة من الحناجر والآلات والحيوانات او اماكن الطبيعة المختلفة... لم تخلق عبثا، وما زلنا عاجزين عن ادراك أهميتها في حياتنا، فالعلم عاجز عن كشف اسرار الطبيعة كلها، وعن اثر وتأثير الاصوات فينا وعلينا، والا لماذا نرتاح عند سماع اصوات معينه وننزعج عند سماع اخرى وهذا نسبي من شخص لاخر. من الاشخاص من وصل الى قمه السمو نتيجة سماع اصوات, واخرون انحدروا الى القاع نتيجة سماع اصوات اخرى، وكم من المجتمعات والشعوب تقدمت وارتقت بابداعات وانجازات افرادها، وبأدمغة قادرة على التفكير العلمي السليم، من يدري بأي اصوات هي وصلت لهذا.
كل فرد منا يسعد بأصوات ويحزن بأخرى، ومن المستحيل ان تجد شخصا لا يميل الى أصوات معينه، حتى من يحب السكون فللسكون صوت، والأصوات ترتبط بالنمو والفئات العمرية والذوق والثقافة والمستوى الاجتماعي والاندماج والانفتاح على الشعوب وتقبل الآخر والتقدم ومواجهه التحديات، واثبات الذات على المستوى الفردي واثبات مجتمعاتنا بين الوحدات الدولية، وأمور لا حصر لها.
فمن الطبيعي بعد كل هذا..ارجو ان تخدموا البشرية بكل فئاتها، ان تحسنوا الغناء « الاصوات الاكثر ارتفاعا في أيامنا هذه «.
فالغناء اصبح اقوى من السلاح في هزيمة الامم او انتصار الشعوب، فلا تهزموا امما كانت حياتها اصلا سيمفونيات.
احسنوا الغناء، لا هناك جيلا لم يدُرب على الاختيار لا نريد له الانهيار ولا تلويث صوت الانهار.
نسرين الحمداني
المفضلات