كتبت - ريم الرواشدة - يُجدّد ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام نقاشاً لم يتمكن المنخفض الجوي السريع الذي مر على المملكة الأسبوع الماضي ولا حتى يوم أمس أن يخبوه.
وجريا على العادة جددت الأمطار الأخيرة آمال المزارعين بموسم زراعي جيد لكنها على غير ذلك لم تحرك ساكنا في الوضع المائي للمملكة الذي لم يعد مسكوتا عنه انه جاف.
فالمخاوف متزايدة لدى الأردنيين،على مختلف مستوياتهم،يوما بعد يوم و من دون اللجوء إلى مراكز التنبؤات العالمية للأرصاد الجوية من أن الموسم المطري هو الأسوأ من عقود،وهم في ذلك يستندون إلى معايشتهم اليومية إلى الحرارة العالية التي بات واضحا اقترابها إلى بدايات العشرينات في العاصمة عمان،وهي التي استقبلت بعض ضواحيها قبل نهاية العام الماضي ثلوجا تعد الأكثر غزارة على مستوى المملكة من سنوات.
وهذه المخاوف تتسق مع مراكز التنبؤات الجوية والتي تعطي صورة قاتمة لما تبقى من الموسم المطري في شهري آذار و نيسان.
وبالأمس القريب،خرجت الحكومة عن صمتها حيال انحباس الأمطار من خلال وزير المياه و الري الذي اخذ على عاتقه الإعلان عن مخاوفه من أثار الانحباس المطري على السدود و المياه الجوفية و المعدل طويل الأمد للهطول المطري و الينابيع.
ولم تتوقف المخاوف عند قلة المياه المخزنة من جانبنا في بحيرة طبريا بل شملت أيضا البحر الميت الذي مسه انحباس الأمطار بانخفاض على مستواه وصل خلال شهر الأول من العام الجاري إلى 33 سنتمترا.
و يدرك المراقبون أن يكون الإعلان عام 2014 عام جفاف من قبل وزير المياه و الري اخف وطأة من أن يعلنه وزير الزراعة و ذلك حتى لا تتحمل الحكومة التبعات المالية لإعلان الجفاف.
لكن،يتناسى المتخوفون حكوميا من إعلان الجفاف أن الكلفة المائية اكبر بكثير من الكلفة المالية من عدمه،خاصة وان الموسم المطري الذي يقترب من نهايته لم تسجل مخازين السدود خلال العام الجاري كميات تخزين تذكر وهي التي تبلغ سعتها 325 مليون متر مكعب.
والمخاوف تبدو شديدة الوطأة على جميع القطاعات ومناطق المملكة،وعلى وجه أخص: قطاع الري في وادي الأردن واحتياجات الشرب للعاصمة.
فالمزارعون مع ارتفاع درجات الحرارة و خسائرهم من الصقيع الذي أصاب محاصيلهم نهاية العام الماضي إضافة إلى نية الحكومة رفع أسعار مياه الري يخشون أن يكون حل المشكلة المائية على «حسابهم»بتخفيض الحصص المزودة لهم.
أما العاصمة عمان ،فهي المتضرر الأكبر من انخفاض مخازين السدود ،إذ تعتمد في تزويدها اعتمادا كبيرا على مشروع جر مياه الديسي بموازنته المائية البالغة مائة مليون متر مكعب إلا انه يحتاج لذات الكمية ليتم خلطها وتوزيعها على المشتركين،وهذه المائة الثانية لا تتأى إلا من مصدرين كبيرين للعاصمة عمان هما: قناة الملك عبدالله الشرقية و مياهها القادمة من سدود الشمال و بحيرة طبريا،و الأخر من محطة الزارة ماعين و مصادرها القائمة على الموجب وماعين و الزارة.
عن الرأي
المفضلات