السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعاني في مجتمعاتنا العربية والإسلامية بصفة عامة بفجوة كبيرة بين الآباء وبناتهم على وجه الخصوص ترى الأب يعيش تحت سقف واحد مع بناته ولا يعرف عنهن شيئا
من الآباء من لا يحس ببناته ولا يشعر بوجودهن أساسا وإذا تكلم معها تكلم معها كأنها عالة عليه يحسب أن الأكل والشرب هو كل شيء...
لا يتبسم في وجهها لا يمازحها لا يسأل عنها ماذا تحتاجين يا ابنتي هل ضرك شيء أو....؟؟؟
والله أعرف من الفتيات من لا تستطيع إفشاء السلام على أبيها من كثرة قسوته وسوء معاملته لها....
أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم أين أنت أيها الأب من تعامل النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد الخلق وهو سيد ولد بني آدم مع بناته...؟؟؟
كم هو رائع ما تحكيه كتب السيرة في تعامله صلى الله عليه وسلم في مع بناته
أقتصر على أمثلة بسيطة وعلى تعامله صلى الله عليه وسلم مع سيدة أهل الجنة فاطمة الزهراء رضي الله عنها
كان صلى الله عليه وسلم إذا دخلت عليه فاطمة ابنته قام إليها ورحب بها وقال مرحبا بابنتي واخذها بيدها فقبّلها وأجلسها مجلسه
يقوم صلى الله عليه وسلم لابنته ويأخذها بيدها ويقبلها ويجلسها مجلسه
يا للأبوة الرائعة يا لك من حنون يا رسول الله...
فكل أب يسأل نفسه هل فعل هذا مع ابنته مرة واحدة في عمرك
هل دخلت عليك ابنتك يوما فقمت إليها وقبلتها وأجلستها حيث أنت....
ماذا ستكون نتيجة هذا التعامل الراقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الثمرة النافعة الطيبة فلقد كانت نفس المعاملة من فاطمة رضي الله عنها تجاه أبيها صلى الله عليه وسلم
كان اذا دخل عليها قامت اليه فأخذت بيده وقبلته وأجلسته في مجلسها
من البنات للأسف من تنتهك في عرضها وشرفها ولا تستطيع إخبار أبيها عما حدث لها مع أنه أقرب الناس لها في الأصل لماذا...؟؟؟
لأنها وبكل بساطة تخاف أن يحبسها أو يقتلها أو....
انظروا إلى حنان الأب فاطمة رضي الله عنها تأتي عند أبيها لتشتكي له من ماذا يا ترى ؟؟؟
من الرحى فهي تؤلمها في يدها وجاءت تسأل أباها أن يجد لها خادما فلم تجد النبي صلى الله عليه وسلم ورجعت
ولما جاء النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته عائشة رضي الله عنها بمجيء فاطمة وسبب مجيئها ماذا فعل أنام أو قال دعيني ارتاح أو هي دائما تشتكي فمن النساء من تفعل وتفعل ولا تشتكي ...
لا أبدا بل كما يروي علي رضي الله عنه: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال : ( مكانكما
فجاء فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه في صدري فقال : ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟؟
إذا آويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما ..فكبرا أربعا وثلاثين .. وسبحا ثلاثا وثلاثين .. واحمدا ثلاثا وثلاثين فهذا خيرا لكما من خادم
رائع أنت يا رسول الله
إلى من نفشي عادة أسرارنا.... إلى من نحب ونثق فيهم ونتأكد أنهم أبدا لن يخونونا
هل من أب أفشى لابنته سرا خاصا ... وقال هذا بيني وبينك يا ابنتي ....
رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك وفي مرض موته ولم يخبر أحب نسائه إليه السيدة عائشة وأخبر ابنته صلى الله عليه وسلم
قالت عائشة رضي الله عنها : اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يُغادر منهن امرأة ، فجاءت فاطمة تمشي كان مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : مرحبا بابنتي . فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم أنه أسرّ إليها حديثاً ، فبكت فاطمة ، ثم إنه سارّها ، فضحكت أيضا . فقلت لها : ما يبكيك ؟ فقالت : ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت : ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن . فقلت لها حين بَكَتْ : أخصّك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثم تبكين ، وسألتها عما قال ، فقالت : ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قُبض سألتها ، فقالت : إنه كان حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة ، وأنه عارضه به في العام مرتين ، ولا أراني إلا قد حضر أجلي ، وإنك أول أهلي لحوقاً بي ، ونعم السلف أنا لك ، فبكيت لذلك ، ثم إنه سارّني ، فقال : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ، أو سيدة نساء هذه الأمة ، فضحكت لذلك . رواه البخاري ومسلم .
إن هذا الإفضاء إلى فاطمة بهذا السر هو إحدى صور العلاقة الوثيقة الجميلة والرائعة بين الأب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنته فاطمة رضي الله عنها والتي تغيب عنا نحن
هذه المعاملة التي تشعر الفتاة بأن لها قيمة ووزنا عند أبيها فقد شاركها في همه وفيما يجوب في صدره...
لو كان الآباء يعاملون بناتهم المعاملة الحسنة يعطفون عليهن ويشعرن بهن ويشاركونهن همومهم لما وجدنا الفتاة تبحث عن العاطغة والحنان في الشارع ولما وجدنا الفساد الذي نجده في مجتمعاتنا...
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة فلتسعى أيها الأب إلى الإقتداء بنبيك صلى الله عليه وسلم ...
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المفضلات