مقالات
لكِ أنتِ (وحدكِ أنتِ).. صباح الخير
الكلام عنكِ (خطر)!, خطر لأنه (ربما) يدفعني للعثور على تعويض عن غياب ما.. أو لأنه يصيبني براحة كبيرة, على ان ما كتبته عنكِ (قد أرضاني, قد أَخرج الآه من داخلي, قد حررني)..
صباح الخير أيتها الأنيقة.. صباح الخير بقدر بُعد المسافة بيني وبينكِ, بقدر حلاوة الأيام, والحاضر اللامفهوم..صباحكِ نير, ومليء بالياسمين, ولي ان أقولآه كم اشتاق), غريب أمرُ هذا الاشتياق!, كم يعصف بي كلما كبرتُ ساعة, كلما كبرتُ يوماً, كم أخاف منه (مستقبلاً).. كم أخاف من دنيا لستِ بها, من حياة لا تغلفها نظراتكِ وكلماتكِ (وان كانت بسيطة), من حياة لا دعاء صباحياً فيه (لي وحدي أنا).. كم أنا (جبان) حين أتذكرُ الموت الذي يُحدث العاصفة, كم أنا ضعيف حين تخطر فكرة (تنقل الأرواح) على بالي, حتى وان كانت (حكاية الموت) عندنا نحن المسلمين (مسألة ارتقاء), لكنني بكل بساطة (أخاف وأخاف)..
صباح برائحة (النعناع والزعتر البري), لكِ أنتِ (وحدكِ أنتِ) من دون كل نساء الكون, ولي ان افتخر بخصوصية العلاقة التي تربطني بكِ, ولي كل الياسمين والنرجس (لي) لـ اهديه لكِ.. ولي أربع وردات من ورد (الجوري) الأحمر (لي), لأقدمها لكِ.. لا تسأليني (لماذا أربع فقط), دعكِ من الأمر الآن (سأحدثكِ عنه لاحقا, ربما بالجنةً) .. لي كل الوقت الذي قضيته معكِ مؤخراً, وكل النظرات البريئات اللاتي نظرتِ بها لي خلسة (كي لا يغار احد), كي لا يقتلني احد ويمدحني, لي كل شيء.. أما أنا فـ (لكِ أنتِ)..
صباح الخير يا حلوه, ولا املك من الكلمات سوى ان أقول: (كم أنا لا شيء دونكِ يا آماه).. صباحكِ أنيق كالعادة يا (أحب حبيبةٍ لأبي), يا من تحظى بدلال (طفلة) على يديه, يا من يدعوها صباحاً للجلوس تحت شجرة الليمون (آه من الشجرة كم أنها تختصر وجودكِ بحياتي, اذكر جيداً حين غرستِها, لا اذكر كيف كبرتْ لهذا الحد, وكم أصبحت جميلة - مثلكِ - لهذا الحد), شجرة الليمون الملتصقة بدالية العنب المتسلقة على الجدران..
صباحكِ رطب يا من (تقترنُ) عند أبي بزهر البرتقال.. قدرٌ أنت بشكل (أم), وكم أنا مقتنعٌ بقدري.. أنتِ (الحب) الوحيد الذي اعرف بان الدنيا لن تلومني إذ اعتنقته, صباح الخير يا من تسكن في خاطري ولا تغادره..
يقولون ان هذا اليوم (لكِ) وهذا الشهر (لكِ), وان في (آذار) بدايات الربيع.. كم أن البعض يعيش في غفلة, كم أن البعض مغفل لحد ان يصدقوا ان عظمتكِ تُختصرُ بـ (يوم في شهر).. سحقاً لليوم, سحقاً للشهر!.. فـ أنتِ كل الأيام, كل الأشهر, كل السنين, وأنتِ (أنتِ).. فما لهؤلاء القوم لا يفقهون (ماهيتكِ), ما لهؤلاء القوم يختصرون عظمتكِ (بيوم, بقبلة, بهدية).. كم هم مغفلون, كم نحن مغفلون ان صدقناهم..
صباح الخير, ولي ان اردد على مسامعكِأمي, يا أمي, لا تذهبي, وان شاء القدر غير ذلك.. قولي للملائكة (الممتلئين بالنور) الذين كلفتيهم بحراستي ثلاثين عاماَ, أن لا يتركوني, لأني أخاف دون وجودكِ, أخاف دون حسكِ الوجودي في حياتي)..
تبقى فكرة الحديث..
21 آذار (اليوم), نذهب لمتاجر الزهور, يقولون: نفدت كل الأزهار!..
22 آذار (غداً) سنعاود الكرة, سيقولون: تفضلوا عندنا زهور وأكثر!..
صدقوني.. أن كان هذا هو الحب, فلا أريده..
عناد السالم
المفضلات