ما هي المشكلات النفسية؟
تستخدم مصطلحات متنوعة لوصف المشكلات النفسية هي: المرض العقلي، الاضطراب الانفعالي، المحنة الانفعالية الشديدة، المرض النفسي، الإرهاق العصبي، الانهيار النفسي، الانهيار العصبي، والاحتراق النفسي، و كلمات عامية كالمخبول والمجنون والمعتوه وغريب الأطوار ...الخ تعزز ما يذهب إليه الناس من اعتبار المشكلات النفسية كوصمة عار، وبالتالي يجب عدم استخدامها.
لا تدلُّ هذه المصطلحات على ما يختبره الشخص حقيقة، فالاضطراب النفسي هو اضطراب يمكن تشخيصه ويؤثر على تفكير الشخص وعلى حالته الانفعالية و سلوكه ويعطل قدرة الشخص على العمل أو القيام بالأنشطة اليومية الأخرى وعلى أن ينخرط في علاقات شخصية مُرْضِية.
هناك أشكال مختلفة من الاضطرابات النفسية، بعضها شائع كالاكتئاب واضطرابات القلق، وبعضها غير شائع كالفصام واضطراب ثنائي القطب. على أية حال تسبب الاضطرابات النفسية كما يسبب أي مرض آخر نسبة من العجز قد تكون شديدة أحياناً، وهذا الأمر لا يفهم دائما ً بشكل جيد من الذين لم يعانوا أبداً من اضطراب نفسي.
المشكلات النفسية مصطلح أوسع يتضمن كلاً من الاضطرابات النفسية وأعراض نفسية قد لا تكون شديدة بشكل كاف ٍ ليبرِّر تشخيصها كاضطراب نفسي. والمشكلات نفسية متنوعة جدا ً.
ويمتلك المجتمع مدى واسعاً من التداخلات لمنع المشكلات النفسية ولمساعدة الناس الذين يعانون من الاضطرابات النفسية، وليس الإسعاف النفسي الأولي إلا جزءا ً فقط من طيف التداخلات الممكنة، فهو يبيِّن مسار تشكل مشكلات نفسية لدى شخصٍ سوي، والتي قد تتطور لتصبح اضطرابا ًنفسياً قابلا ً للتشخيص ومن ثم صيرورة التعافي. هناك أشكال مختلفة من التداخلات الملائمة تِبعا ً لكل مرحلة، فالشخص الذي يمتلك صحة نفسية جيدة أو يعاني من بعض الأعراض النفسية الخفيفة تناسبه برامج الوقاية ، أما بالنسبة للشخص الذي تتجه فيه الأعراض الخفيفة نحو الاضطراب النفسي فيمكن استخدام مقارابات التداخل المبكر، وأخيرا ًهنالك للشخص العليل والمصاب باضطراب نفسي مجموعة مختلفة من المقارابات العلاجية والداعمة التي ستساعده في صيرورة التعافي.
الوقاية
إن برامج الوقاية متاحة لتساعد كل شخص في المجتمع،بالإضافة إلى البرامج الهادفة لمجموعات الخطورة بشكل خاص. يمكن لهذه البرامج أن تتضمن حملاتٍ لإنقاص وصمة العار المرتبطة بالاضطراب النفسي وبرامج تثقيفية عن المخدرات في المدارس وتدريب على المرونة النفسية Resilience ودورات لإدارة الضغوط Stress Management وتدريب مهارات التربية الوالدية.
التداخل المبكر
تستهدف برامج التداخل المبكر الذين لديهم مشكلات نفسية والذين يتطور لديهم اضطراب نفسي، وتهدف هذه البرامج إلى منع تفاقم المشكلات النفسية وتقليل احتمالية الآثار الثانوية كفقد الوظيفة وترك المدرسة وتفكُّك العلاقات الاجتماعية ومشكلات الكحول والمخدرات. هناك تأخُّر كبير لدى العديد من الناس بين تشكُّل الاضطراب النفسي لديهم وبين تلقيهم العلاج والدعم المناسبين.
كلما طالت المدة قبل الحصول على المساعدة والدعم كلما زادت صعوبات تعافيهم. من الهام في هذه المرحلة أن يحصل أولئك الأشخاص على الدعم من العائلة والأصدقاء وزملاء العمل، ينشد الناس المساعدة بشكل أكبر إذا ما اُقْترِح ذلك من شخص مقرَّب منهم.خلال هذه المرحلة من التداخل المبكر يمكن لتقديم الإسعاف النفسي الأولي أو يلعب دوراً مهماً
العلاج والدعم
هناك أشكال مختلفة من العلاج والدعم التي يمكن أن تساعد الأشخاص الذين لديهم اضطرابات نفسية على أن يؤدوا بشكل أفضل في مختلف مهاهم وكما يمكنها أن تساعدهم على التعافي. حالما يقرر الشخص طلب المساعدة فإنه يمكنه الاختيار بين العديد من مصادر المساعدة والمقارابات العلاجية والخدمات، ولا يوجد مقاس واحد يناسب الكل من المقاربات العلاجية في الاضطرابات النفسية.
#دليل الإسعاف النفسي الأولي_ترجمة جمال عثمان، ميس قصيعة.
#أحمد_شيخاني
رد مع اقتباس
المفضلات