رأت صحيفة ذي إندبندنت في افتتاحيتها أن اعتقال سيف الإسلام القذافي يشكل نهاية مناسبة للثورة الليبية، ولكنه قد يتسبب في إحداث العديد من المشاكل بقدر ما يوجده من الحلول.
المشكلة الأولى -من وجهة نظر الصحيفة- تتعلق بإيوائه والحفاظ على سلامته.
فبعد اعتقاله من قبل ثوار الزنتان في جنوب البلاد ونقله إلى مدينتهم بالشمال، يبقى مدى استعداد الثوار لتسليمه للحكومة المؤقتة، أو سعيهم لانتزاع ثمن به في الحكومة المقبلة، محكا حقيقيا لمدى سلطة ونفوذ رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب.
وتلفت الصحيفة إلى أن الاشتباكات التي وقعت بين الثوار أنفسهم الأسبوع الماضي تستدعي طرح تساؤلات بشأن هذه المشكلة.
ومعاملة سيف الإسلام هي المشكلة الثانية بحسب ذي إندبندنت التي تساءلت: هل يمكن كبح غضب الثوار ومنعهم من تكرار ما حدث مع والده الراحل معمر القذافي؟
وتتابع أن ضمان التعامل مع سيف القذافي -حسب المعايير الدولية- سيكون اختبارا آخر للحكام الجدد في ليبيا، سواء من ناحية النيات أو السلطات الحقيقية التي يتمتعون بها.
وترى ذي إندبندنت أن المشكلة الثالثة تتعلق بمسار العدالة، ولا سيما من حيث الجهة التي سيمثل أمامها سيف الإسلام المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب.
فبينما ترى الحكومة الليبية المؤقتة ضرورة محاكمته في ليبيا لما يحققه ذلك من ارتياح لدى الشارع وتعزيز للحكومة نفسها، تعتقد المحكمة الدولية أن تهم جرائم الحرب يجب أن تتصدر أي مطالب ليبية أخرى تتعلق بسيف الإسلام.
وتقول الصحيفة إنه سيكون من المؤسف أن تصبح ليبيا الجديدة طرفا في أول نزاع مع المجتمع الدولي بشأن من يحاكم سيف الإسلام.
وترى ذي إندبندنت أن المشكلة الأخيرة تتمثل في دور سيف الإسلام في الساحة الدولية، وخاصة في التفاعل مع الحكومة البريطانية الأخيرة.
وتقول إنه ما زال هناك الكثير من الغموض بشأن وجود أشياء في غاية الأهمية قد تطفو على السطح ولا تصب في صالح الجانب البريطاني.
وكانت علاقة سيف الإسلام بكلية لندن للاقتصاد قد تسببت في طرد رئيسها، غير أن طبيعة الاتصالات بين عائلة القذافي والحكومة وقطاع الأعمال في بريطانيا ما زالت كتابا مغلقا.
وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالدعوة إلى الكشف عن الحقيقة للحد مما وصفتها بمخاطر أخرى لسوء التقدير المكلف في المستقبل.
المصدر: إندبندنت
المفضلات