يعبر الأمن الإنساني عن خاصية لصيقة بحاجة الأفراد والجماعات للتواجد والاستمرارية وحفظ النوع ، وبالتالي الأمن الإنساني متعلق بتحقيق الاكتفاء الاقتصادي و الاجتماعي، واحترام الحقوق الفردية والحريات الأساسية، و الحماية من كل ما يهدد الحياة، حسب الإمكانيات المتاحة للعيش و لتحقيق كرامة الإنسان.
لقد حدد تقرير " undp" برنامج الأمم المتحدة للتنمية أربع خصائص أساسية للأمن الإنساني هي:
- الأمن الإنساني شامل عالمي، فهو حق للإنسان في كل مكان.
- مكونات الأمن الإنساني متكاملة يتوقف كل منها على الآخر.
- الأمن الإنساني ممكن من خلال الوقاية المبكرة و مثالنا في ذلك "أزمة انغولا عام 1993 ورواندا عام 1994 ، وبالتالي الوقاية المبكرة لها نتائج ايجابية أفضل من التدخل اللاحق.
- الأمن الإنساني محوره الإنسان،أي هو امن متعلق بالإنسان الفرد كوحدة تحليل- و يتعلق بنوعية حياة الناس في كل مكان.
كما يتميز الأمن الإنساني بتركيزه على الظروف الداخلية التي يجب توفرها لضمان الأمن الشخصي و السياسي للأفراد،كما يهتم بالظروف الواجب تحقيقها لضمان الاستقلالية السياسية ،والتي غالبا ما ترتبط بالنمط الديمقراطي الذي تنتهجه الدولة ، والذي يشمل المشاركة السياسية التنافسية ما بين القوى و الفعاليات السياسية المختلفة و حرية التعبير ، وكذلك تلك الحقوق التي تضمن الأمن على الصعيد الشخصي مثل الضمانات المتوفرة ضد الاعتقال التعسفي و التوقيف و النفي و التعذيب ، بالإضافة إلى حرية الوصول للطعام و العناية الصحية و التعليم و الإسكان و عليه فان الأمن الإنساني له صورة شاملة يعبر عنها ضمن مفاهيم الديمقراطية ، و التكامل الشخصي و الحرية الشخصية ضمن حدود القانون و التنمية البشرية .
أبعاد الأمن الإنساني:
يقر تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية بان تصور الأمن الإنساني له وجهتين متكاملتين بحيث انه " من ناحية، الحماية من التهديدات المزمنة ، مثل المجاعة ، الأمراض ، القمع . ومن ناحية أخرى الحماية من كل أحداث العنف التي لها آثار على الحياة العادية و التي تشكل اضطرابات … والتي تحمل أضرار في قلب المجتمعات ".
لكن تقرير undp يذهب إلى ابعد من ذلك ، بحيث يصف شكل التصور " للأمن الإنساني " بحيث يحتوي على سبعة أبعاد و المتمثلة في : الأمن الاقتصادي ، الأمن الغذائي ، الأمن الصحي ، الأمن البيئي ، الأمن الفردي " الاجتماعي" ، الأمن الثقافي ، الأمن السياسي .
*الأمن الاقتصادي: متعلق بضمان حد أدنى من فرص العمل، و تحقيق التنمية.
الأمن الغذائي: الذي يتعلق بالحق في الغذاء، الذي يجب أن يكون كاف، صحي، و بصفة مستمرة، أي الحق لكل فرد في أن يؤخذ كل يوم و في كل وقت غذائه الأساسي.
*الأمن الصحي: كالحق في العلاج، و القضاء على الأمراض المعدية و الجرثومية و تدعيم حد أدنى من العلاج.
*الأمن البيئي: يهدف للوقاية من تأثيرات التصنيع المكثف و النمو السريع للسكان.
*الأمن الفردي " الاجتماعي " : و يهدف إلى الحماية الإنسانية في مواجهة العديد من أشكال العنف المفاجئ و غير المتوقع و حماية الفرد في مواجهة التطبيقات القمعية التي تفرضها المجتمعات التسلطية و الاضطهاد ضد الجماعات بسبب التمييز العنصري كما جاء في نص المادة الأولى في الفقرة الثالثة من إعلان هيئة الأمم المتحدة " تعزيز احترام حقوق الإنسان و الحريات الأساسية للناس جميعا و التشجيع على ذلك بلا تمييز بسبب الجنس أو اللون أو الدين ".
* الأمن الثقافي: الحق في حرية المعتقد، والسلامة من التمييز بسبب الصفة الدينية أو الثقافية، والمحافظة على الثقافات المختلفة، على اعتبار إن الثقافة هي شرط ضروري لامتلاك قوة الفاعلية والحضور وهي تمثل هوية مجتمعات بأكملها.
*الأمن السياسي: هدفه حفظ الحقوق الأساسية "حق المشاركة، حق الانتخاب …" وبشكل أهم فان الكفاية المادية ضرورية ، ولكنها ليست كافية ذلك أن الأمن الإنساني له أبعاد أخرى لا تتعلق بالضرورة بالبقاء الفيزيائي الإنساني.
أما النواحي النوعية للأمن الإنساني فهي ما يتعلق بتحقيق الكرامة الإنسانية والتي تشتمل على الحرية الشخصية ،وتسيير أمور الحياة الخاصة، والإتاحة الكاملة وغير المعوقة للمشاركة في الحياة الاجتماعية، و التحرر من تركيبات القوى الضاغطة ، سواء كانت عالمية أو إقليمية ،أو محلية في توجهاتها ، وهذه كلها ضرورية للأمن الإنساني.
منقول .. مجلة الامن العام .. أمننا
المفضلات