قبل بضعة ايام كنت اراقب والدتي وهي تعد طعام الغداء ، على فكرة والدتي طباخة ماهرة او مثلما يقولون (معدلة). نعود للمطبخ حيث وضعت امي طنجرة الضغط على عين الغاز الكبيره. بعد دقائق قليلة بدأت الصافرة تزفر البخار بقوة مدوية. صوت الصفارة كان عاليا ومزعجا حتى اني تركت المطبخ هربا.بعدها جلست وفكرت الا يذكرني هذا الموقف بوضعنا كشعوب عربية وخاصة نحن الاردنيون ، فنحن من نعيش في طنجرة الضغط ونار الاسعار تلهبنا . ولله الحمد فان الحكومات العربية كانت ذكية بما فيه الكفاية لتعلم انها ان لم تفسح المجال للقليل من البخار ليتصاعد من فتحة الصفارة فان الطنجرة لا محالة ستنفجر.
من هنا قلت في نفسي اذا لي الحق في ان أقول (لأ). ف(لأ) صعب ان تفسر على انها كلمة ذات مدلولات او انتماءات سياسية معينة. قررت ان أستشير صديقي المحامي ان كان هناك اي خوف من كلمة (لأ) من الناحية القانونية. وفعلا اتصلت به وسألته : هل يعارض القانون الاردني على كلمة (لأ)؟ وهل يمكن ان تفسر الكلمة بأي طريقة غير صحيحة؟ كان جوابه بسيطا جدا : يا اخي الحكومات العربية الآن تتجه بشكل سريع نحو الديموقراطية فلك ان تقول (لأ) كما تشاء ولها هي ايضا ان تفعل ما تشاء. هل تريح كلمة (لأ)؟ اجبت نعم. اذا قلها ولا تخاف.
صرخت وقلت بأعلى صوتي (لأ) لرفع الاسعار. (لأ) الاردن مش للأغنياء فقط. (لأ) لبيع اراضي ومؤسسات الدولة. (لأ) الصحة خط أحمر ... صرخت وقلت (لأ) ثم (لأ) ثم (لأ). صرخ صديقي المحامي في وجهي وطي صوتك خزقت ذاني. قلت لربما تسمعني الحكومة وتنخزق ذانها كمان يا اخي اتركني ... بدي أقول لأ.
المفضلات