بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
يذكر الدكتور كامل مصطفى الشيبي في كتابه : الصلة بين التصوف والتشيع
أعظم ما يلوح به المتصوفة ويتفاخرون به على الناس أن لديهم علوماً لدنية لا يطلع عليها إلا هم ولا يصل إليها إلا من سار على طريقهم بل إنهم احتقروا ما عند عامة المسلمين بل والرسل أنفسهم بجوار ما زعموا لأنفسهم من العلم كما قال كبيرهم أبو يزيد البسطامي : خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله ; وقال أيضا ;أخذتم علمكم ميتاً عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت يقول أحدكم : حدثنا فلان عن فلان وأين فلان قالوا مات ، وأما أحدنا فيقول : قلبي عن ربي .
وهكذا زعم المتصوفة أنهم أصحاب الكشف والعلوم اللدنية وأن من سار خلفهم تلقى عنهم واستفاد منهم ، بل إنهم يزعمون ربط قلب المريد بقلب الشيخ ليتلقى العلم اللدني من الشيخ ، ثم إن الشيخ أيضاً يربط قلب المريد بالرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة ليتلقى العلوم اللدنية من عند الرسول صلى الله عليه وسلم . . .
وجعل المتصوفة كذلك مصدر علومهم الخاصة التأويل الباطني للقرآن والحديث حيث يزعمون تارة أنهم تلقوا هذا التأويل من الله تعالى مباشرة ، وتارة يزعمون أنه من الملك ، وأخرى أنه بالإلهام وكذلك ينسبون علومه الباطنية إلى معرفة أسرار الحروف المقطعة في المصحف ، والتلقي عن الخضر عليه السلام ، بل والزعم بأن تلقيهم يكون أحياناً عن اللوح المحفوظ بالسماء ، وهذا عين ما ادعته الشيعة أيضاً في أئمتهم حيث زعموا لهم أنهم يعلمون الغيب وأنه لا تسقط ورقة إلا يعلمونها ، ولا يحدث حدث في الأبد أو الأزل إلا هم على علم منه . وهذا عما ادعته المتصوفة لأنفسهم وأئمتهم . وهكذا تتطابق عقيدة التشيع مع معتقد المتصوفة في قضية العلم الباطني حتى لكأنهما شيء واحد .
منقول
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
المفضلات