رأى.. رأى بين أشعة النور
قصور الرمال
تذوب بين..
خبايا الأمور
وصمت الجبال
رأى.. بين أوراق الخريف..
بصمات الآثام
تهب على الظلام المخيف
وريش الحمام..
رأى.. بين بتلات الزهور..
دموع الأطفال..
تتساقط عند
لافتات المرور..
وعقد الحبال..
رأى.. بين رياح السموم
قطرات المطر
يطل عليها
بريق النجوم
وهمس القمر..
رأى بين صقيع الشتاء
وشدو الربيع..
حنينا يدوي
كلحن الغناء..
شجيا بديع..
وسمع.. سمع بين نباح الكلاب
صدى الصياح..
يكاد يخالط..
نشيد النواح
سمع.. في كلام البؤساء..
صرير الأبواب
يردد دوما..
نقير الدماء
فراق الأحباب..
سمع بين زغاريد النجاح..
دموع الفشل..
تحاول صبغ فوز الرماح
وضوء الأمل..
سمع بين رنين النقود...
ضحكات الآلام..
تتمزق عند
خطوط الحدود..
وشبح السلام..
سمع.. بين صرخات الوطن
نحيب النساء..
يكاد يمزق..
صمت المحن
أنين الرثاء..
وتنفس.. تنفس مرارة القدر..
وراء الستار...
يكسر أبدا..
حنين العمر..
سراب الغبار..
تنفس هواء الحقيقة..
نسيم الحروب..
شذى مبادىء الأمة الغريقة..
وخوف الشعوب..
تنفس هواء الفصول..
ونسيم القبور..
يهب على
أشجار السهول
وأعشاش الطيور
تنفس.. رائحة الأجداد..
ونسيم الأمان..
بين وحشة ثياب الحداد..
وعناد الأحزان..
تنفس رجفة الآهات..
عند السحر..
تتسلل بين
بقايا الرفات..
وهمس السمر..
لكنه لا يدري تماما..
حين يخاطب أغلال الحديد..
لماذا يري ويسمع ويتنفس لماما..
ولا يفهم رأسه العنيد...
المفضلات