تناقل السوريون مؤخرا وعلى نطاق واسع مشاهد مصورة لحدث نادرا ما يتم توثيقه على هذه الشاكلة. استخدم الانترنت والموبايل من أجل توزيع مقطع الفيديو الذي يصور عددا من الأخوة الشبان أثناء ارتكابهم جريمة قتل. الضحية كانت أختهم التي انهالوا عليها ضربا بحجارة "البلوك" وهم يعبرون عن سخطهم لأن هذه الـ"..." لم تمت بعد. أقر معظم من بدؤوا بالمشاهدة أنهم لم يقووا على المتابعة لفرط همجية الجريمة ووحشيتها. آخرون ممن استطاعوا المتابعة تحدثوا عن زغاريد وأشياء أخرى، وللحقيقة فأنا أنقل هنا ما سمعت لأنني حذفت المشاهد التي وصلتي عبر بريدي الالكتروني واكتفيت بالصور المروية، وهي بحد ذاتها تصيب بالألم والغثيان.
جرى توزيع مقطع الفيديو على أنه جريمة ارتكبت في محافظة السويداء السورية بحق فتاة تزوجت من خارج طائفتها، ثم تم تكذيب هذا الخبر فيما بعد من قبل منظمات حقوق المرأة في سوريا، التي أكدت وقوع الجريمة لكن في شمال العراق وليس في السويداء، حيث قتلت فتاة عراقية من قبل إخوتها بسبب زواجها من غير دينها.
لاقت الجريمة الموثقة بالصوت والصورة شجبا واستنكارا كبيرين. لكنها في الوقت نفسه أثارت نوعا آخر من رد الفعل "الردعي" إن صح التعبير، أو ربما ذلك ما استنتجه أولئك الذين كانوا يفكرون أو يخططون لزواج مختلط. إحدى الصبايا وتنتمي إلى إحدى الأقليات الطائفية، أخبرتني أن صديقها الذي ينتمي إلى طائفة أخرى أعلن لها بعيد مشاهدته مقطع الفيديو إياه، بأنه لا أمل لعلاقتهما وأنه غير مستعد لرؤيتها تذبح على يد أفراد عائلتها!
عام 2005، قتلت الشابة هدى أبو عسلي (23 عاما) في مدينة السويداء. قام شقيقها بقتلها بعد زواجها من شخص من خارج طائفتها. تم استدراجها إلى بلدتها في السويداء بعد الإيحاء لها بأنه تم العفو عنها. هناك جرى طعنها حتى الموت، وسجلت الجريمة تحت عنوان ما يسمى بـ"جرائم الشرف"! على غرار جرائم أخرى من الطبيعة ذاتها سبقت أو تلت جريمة قتل هدى أبو عسلي
المفضلات