هل ستفلح الخرطوم وجوبا في الاتفاق بشأن الحدود وعائدات النفط وعدم التدخل في شؤون بعضهما البعض؟ ما هو احتمال أن ينزلق التوتر القائم في جنوب كردوفان والنيل الأزرق إلى أزمة عسكرية أخرى؟ الأطراف الخارجية، كأمريكا والصين وإيران، كيف تتقاسم أدوارها اليوم في النزاع بين العاصمتين؟
معلومات حول الموضوع:
اندلاع العمليات الحربية مؤخرا في ولايتي كردوفان الجنوبية والنيل الأزرق السودانيتين وكذلك مناشدة ُ المعارضة ِ الغربَ بالتدخل في الشؤون السودانية لإسقاط حكومة عمر البشير أثارا اشد القلق في التوقعات المتعلقة بمستقبل السودان. فرغم انفصال الجنوب ظلت المشاكل في الداخل والعلاقات بين الخرطوم وجوبا ، على ما يبدو، بنفس الحدة التي كانت عليها من قبل. والى جانب التناقضات السياسية الكثيرة كانت المسألة الرئيسية المعلقة بين شمال السودان وجنوبه ولا تزال هي تقاسم عائدات النفط الذي تقع حقوله الأساسية في اراضي جمهورية السودان الجنوبي التي حصلت على الإستقلال مؤخرا.
الخرطوم ستدافع بشدة عن حق السودان بحصة كبيرة من عائدات البترول الذي يصدره الجنوب عبر اراضي الشمال. وفي مثل هذه الظروف يمكن ان يقود عدم تسوية مشاكل الحدود بين السودان الشمالي والسودان الجنوبي الى مواجهة حربية جديدة بين الخرطوم وجوبا. ويزيد الطين بلة دعم السودان الجنوبي للمعارضة والحركات الثورية الساعية الى اسقاط نظام البشير في جمهورية السودان . اما الدبلوماسية الأميركية فهي تمارس حتى الآن ضغوطا على كلتي العاصمتين لجهة التوصل الى حل وسط. ومن الواضح طبعا ان موقف الغرب من إشكالية العلاقة بين الدولتين السودانيتين لا يتميز بالنزاهة والحياد.
المفضلات