بذات المكان وعلى ذات المقعد... أتيت الذكريات... أتيت الاماكن
وتذكرت الاماكن وأنسكبت الذكريات ....
تعلقت عيناى بفنجان القهوة بين يدى .. أرتشفه بروية ومع القهوة أرتشف الذكريات .!
ذكرى آلام تجرعتها لشهور طويلة , كنت معلقاً بآمال فى نعومة الرمال .. وصورة رسمتها وعشقتها بكل تفاصيلها .. ثم تحطمت .. وحطمت معها قلبى ألماً.!
تعمقت فى فنجان القهوة أنظر .. رأيت وجهاً مشرقاً يبتسم لى .. يهمس أُحبك . فأخذت رشفة من القهوة علنى أرتشف معها كلمة الحب تلك فتملأنى وتبدد خوفى ووحدتى .!
اقترب فنجان القهوة من النصف .. تذكرت حلمى بأن أعيش معك .. وبقلبى وعينىّ أرقبك, أتلمس كل صباح ملامح وجهك .. أستيقظ على همسك .. أؤمُك فى صلاتى وأكثر لك فى دعواتى, أجلس إلى جوارك ولا أمل الجلوس ، وأعودك على عجل وأستمع إلى تفاصيل يومك .. أنثر العطر والهدوء قبل نومك .! أكتب لك رسائل الغرام وأخفيها حيث تنامين .. كلما مددتي يديكي فى مكان .. وجدتي منى رسالة بها موعد لقاء .!
نصف فنجان القهوة قارب على الانتهاء , والوقت يقل بعد كل رشفّة .. والشعور بمرارة الذكريات يقل .. وتقل القهوة فى الفنجان وتختفى معها وجوه كثيرة كانت كالخطوط فى حياتى .! البعض منها أودُّ لو أحتفظ به لبقية عمرى, والبعض الآخر أتركه يجف كحبات البُن الصغيرة بعد انتهاء الفنجان.
وأخيراً وصلت إلى آخر رشفة .. أتأملها والفنجان يقترب من شفتي ومن قلبى .!
عندها نظرت الى مقعدك الشاغر وتذكرت فنجانك الذي شهِد طقوس وداعنا لم أغسله بعد لأني أردت شاهداً يقنع الناس بموتي ! فكرت أن أتحامق وأشرب بِه ... كما تعرفين أنا أفعل كل حماقة أُفكر بها وهكذا كان ! ... كان أطيب شراب تناولته في حياتي ... تلذذت به ... ولما فرغت تذكرت بأنه لم يكن سوى فنجان باركته شفتاك !
كنت أُغمض عيني فأراكِ كما كِنت هنا آخر مرة ! ...
امرأة أنيقة على شكل ِقصيدة ...
وكنت أحفظ مفرداتك ...
كلمة كلمة أحفظكِ ... ألف باء الكحل في عينيك ِ أحفظه ... ياء النداء من أعماق روحي لرمش كلما رف نزفت لصدى رفته ...
فتحت عيني لأن لعبة ( الغميضة ) هذه لم تساعدني بقدرِ ما فضحت جوعي اليك ... هل في هذا الجوع انتظار ؟! لا انا لا أنتظر...
أنا أحتظر وما كنت أشرب فنجان إنتظار بل كان فنجان إحتظار
المفضلات