أميركا تبدأ بتوطين الفلسطينيين
وأخيراً وافقت إدارة الرئيس أوباما على توطين 1350 من اللاجئين الفلسطينيين العراقيين العالقين في مخيمات مؤقتة على الحدود العراقية السورية وتعتبر هذه الخطوة ابتعادا عن السياسة الأميركية التقليدية خوفا من تحسس العرب وإسرائيل من هذا الموضوع بالتحديد.
ويشير عدد من المختصين في شؤون اللاجئين في الولايات المتحدة أن إدارة أوباما شعرت بضغط شديد نتيجة استمرار الكارثة التي نتجت عن الغزو الأميركي للعراق قبل ست سنوات. ويقول البرفسور جورج بشارات من جامعة كالفورنيا وهو مختص في القانون في الشرق الاوسط ان إدارة أوباما شعرت بضرورة أخذ مسؤولية في هذا الموضوع بالتحديد. زياد العسلي بدوره رحب بهذه الخطوة التي اعتبرها انسانية إلا أنه وفي الوقت ذاته حذر من حساسية بعض الدول العربية لهذا الموضوع بالذات وخوفا من أن تفسر الخطوة في سياق مؤامرة لتصفية قضية اللاجئين عن طريق توطينهم خارج فلسطين.
لم تظهر بوادر معارضة يهودية أو إسرائيلية إذ أن الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية قال انه ليس لإسرائيل موقف من هذه القضية في حين حذرت احدى المنظمات الصهيونية في أميركا من الابعاد الأمنية لتوطينهم في أميركا بالنظر إلى تاريخهم في تأييد الرئيس العراقي السابق صدام حسين. اللافت أن العدد الذي سيوطن هو قليل وسوف يتم توزيعهم في مختلف ولايات أميركا ما يعني استحالة أن يبقوا كتلة متماسكة.
قضية التوطين حساسة لأن هناك مطالبات إسرائيلية متواصلة لحل مشكلة اللاجئين خارج إسرائيل وهي ترفض أن تعترف بأية مسؤولية اخلاقية أو قانونية عن اللاجئين الفلسطينيين الذين يجمع العرب أن إسرائيل تعمدت طردهم من بيوتهم وهي رواية عربية تجد من يدعمها من بعض المؤرخين الإسرائيليين الجدد أمثال بني موريس. لغاية الآن لم تتخذ الولايات المتحدة موقفا رسميا من قضية حق العودة مع أن هناك فهما عاما أن عودة اللاجئين لإسرائيل سوف يضع نهاية لهوية الدولة العبرية.
المفضلات