باعد الكاتب بين سبابته وابهامه تاركآ الظرف ذا الطابع الملون يسقط داخل صندوق البريد الأحمر
كان الظلام دامسآ داخل الصندوق حتى أن الظرف نسي وجعه بسبب سقوطه وراح ينظر حوله خائفآ
ورويدآ ،،، رويدآ بدأ يرى ماحوله نتيجة لتسلل حزمة ضوئية من فتحة الصندوق الضيقة
فقد اكتشف أنه ليس وحيدآ وإنما يسلتقي بجواره عشرات الظروف
شعر الظرف بالسعادة وأحب أن يتعرف على أصدقائه لكن ،،، وقبل أن يسلم على أحد أحس بمغص ففطن إلى أن جو الصندوق بارد وربما كان ذلك هو السبب
والحقيقة ،،، أن المغص لم يكن بسبب برودة الطقس وأنما بسبب الخلاف الناشئ بين الكلمات والارقام على الاوراق الست الموجوده داخل الظرف
واليكم ماحدث بالضبط ،،،
كانت الاوراق الست تتضمن قصصآ قصيرة وفي أسفل كل ورقة رقم يدل عليها لكن الكلمات أنزعجن من الارقام وقل لها غاضبات
غريب ،،،كيف ترضون على أنفسكن أن يجلس كل رقم بمفرده وسط مئات الكلمات ؟
أجبن ،،، ألا تستحين ؟
أنكمشت الارقام على نفسها
قالت ،،،
نحن لسنا ثقيلي دم حتى نجلس معكن بلا سبب
وما السبب ؟ تفضلن أوضحن
السبب هو ترتيب الاوراق حتى لايختلط بعضها ببعض فلا نعرف الاولي من الثانية
ها ،،، ها وتتفلسفن أيضآ أسمعن ،،،
نحن نرتب أنفسنا بأنفسنا دون حاجة لحضرتكن
لاتغلطن في حقنا صحيح أن الاوراق ملأى بالكلمات
لكن الارقام مهمة وكما يقول المثل الحصات تسند الجرة
ماشاء الله وتضربن الامثال
هيا ،،، أخرجن من غير مطرود فلا يمكننا السفر معكن
وعبثآ حاولت الارقام أقناع الكلمات
ونظرآ لقلة عدد الارقام وكثرة عدد الكلمات فقد أستطاعت الاخيرات دفع الارقام وأخرجها من إحدى زوايا الظرف التي لم تلصف جيدآ
لم يطل سفر الظرف أكثر من أيام فقد رد إلى مركز البريد محتويآ ورقة أضافية كتب عليها
الكاتب العزيز
نرجو أن ترقم الاوراق كي نستطيع قرائتها بالترتيب وتبعثها من جديد مع جزيل الشكر
وفي اليوم التالي ،،، كان الظرف ذو الطابع الملون يستلقي سعيدآ داخل صندوق البريد الأحمر ويكلم أصدقاءه يتعرف منهم على وجهة سفرهم
وبالطبع لم يشعر هذه المرة بالمغص فقد كانت الكلمات تحكي لأصدقائها الارقام قصة سفرها الأولى
المفضلات