شكل انطلاق منافسات الدوري الفلسطيني لكرة القدم في قطاع غزة الجمعة الماضي انبعاثا جديدا للرياضة الفلسطينية عامة والغزية خاصة، بعد انقطاع دام أربع سنوات بسبب الانقسام الفلسطيني.
واعتبر مختصون رياضيون -تحدثوا للجزيرة نت- انطلاق الدوري في غزة بعد الضفة الغربية، نموذجا للوحدة الرياضية بين شقي الوطن، مشيرين إلى سلسلة لقاءات رياضية تجاوزت الانقسام المستمر منذ أربعة أعوام.
وجاء التوافق الرياضي الفلسطيني بعد شهور من الجهود بذلتها لجنة رياضية مختصة، بعيدا عن خلافات حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس)، لكن برضا الحركتين، حيث إن رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح، في حين أن باسم نعيم يتقلد وزارة الرياضة في الحكومة المقالة.
حلم الوحدة
وقال إبراهيم أبو سليم نائب رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني إن حلم الوحدة الرياضية يراود كل الرياضيين الفلسطينيين منذ عمر الانقسام المستمر منذ نحو أربع سنوات، حيث توقف الحراك الرياضي وولدت إشكاليات في الأندية والفرق.
ويوضح أن لجان الوفاق الرياضي تشكلت على مستوى القطاع منذ فترة، وتمكنت من تحقيق وفاق على مستوى الأندية، ما أتاح الفرصة لاتحاد كرة القدم وبقية الاتحادات للبدء بوضع البرامج الخاصة للأنشطة الرياضية.
وذكر أبو سليم أن باكورة العمل الرياضي تمثلت في الدوري العام لمباريات الدرجة الممتازة على مستوى القطاع التي انطلقت الجمعة الماضي بمباراة الافتتاح بين ناديي الشجاعية وخدمات المغازي، تمهيدا لإقامة البطولات الرسمية بين شقي الوطن.
وعن أهمية هذه الخطوة، اعتبر نائب رئيس اتحاد كرة القدم، التوحد "إنجازا وطنيا ودافعا نحو إنهاء الانقسام السياسي" إضافة إلى دورها في النهوض بالحركة الرياضية.
وأعرب عن أمله بتحقيق الوحدة الفلسطينية في جوانب أخرى خاصة الجانب السياسي، ودعا كل المعنيين لإنهاء الانقسام السياسي وتحقيق الوحدة على جميع المستويات.
فايز نصار (الجزيرة نت)
انتقال الحراك
بدوره يرى الإعلامي الرياضي فايز نصار أن انتقال الحراك الرياضي من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، خطوة إيجابية، وأعرب عن أمله بسماع أخبار عن عودة الوفاق والوئام الداخلي الفلسطيني على المستوى السياسي.
وأكد أن الرياضيين سبقوا بوفاقهم السياسيين في الوحدة الوطنية الفلسطينية، لافتا إلى تذليل العديد من العقبات التي كانت تعترض الباحثين عن وحدة الرياضة الفلسطينية، لكنه مع ذلك قال إن "استمرار هذا الوفاق مرهون بحسن النوايا" التي يرى أنها "صادقة حتى الآن".
إلى ذلك بين نصار أن هذا الحراك جاء بعد شلل رياضي أعقب الانقسام الفلسطيني "بسبب التنازع على إدارة الأندية وتسييرها وتسيير الاتحادات وما تعلق بذلك" في إشارة لتنازع حركتي فتح وحماس السيطرة على الأندية الرياضية.
ولفت نصار إلى أن المحافظات الجنوبية المتمثلة في قطاع غزة أصبحت ممثلة في كل الاتحادات، وأصبح لدى القطاع مسؤولون في اللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم، "أي أن غزة حاضرة في صنع القرار الرياضي".
وأشار إلى مساهمة السلطة بنحو ربع مليون دولار لكل ناد محترف، واشتراك مؤسساتها المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني في تشجيع الاحتراف الرياضي، لكنه أضاف أن "الاحتراف الفلسطيني ما زال في بدايته ويحتاج إلى مزيد من الوقت والجهد".
المصدر: الجزيرة
المفضلات