\
/
سَأزْرَعُنِيْ هُنَا حَتَّى الصَبَاحْ..
علَّنِيْ أُجَدِدُ بَقَائيْ وأُنْبِتَ جُثَّتِيْ هُنَا
كَيْ أَحْظَىْ بِرَشْفَةٍ مِنْ نَفَسٍ آخَرْ أَخِيرْ..
لِأَبْقَى إِلَى جِوَارِكُمْ..
هَاهِيَ أَوْرَاقُ عُمْرِيْ تُطِلُّ مِنَ السُبَاتْ العَمِيـــق..
وهَاهِيَ وُرُود رُوحِيْ تَتَفَتَّـحْ
فَلِلْبَقَاءِ هُنَا أَمَـلْ..
سَأَقْتَلِعُنِيْ بَيْن جَنَبَاتِ الظَلَـاـ مْ
عَلِّي أَهْنَأُ بِعَيْشٍ لِدَقَائِقْ
بَعِيدَةً عَنْ حَبَّاتِ التُرَابْ التِي جَعَلَتْنِي كَتِمْثَالَـاًـ
يَنْثُرُ أَنْفَاسَهُ الأَخِيرَهْ بَيْنَ طَيَّاتِ الهَوَاءْ
فَتَضِيْعُ وَ يَضِيعُ عُمْرِيْ مَعَهَا سُدَىْ..
لآ أُخْفِيكَ يَا قَارِئَ خَطِّيْ..
فَكُثْرُ التَعْتِيرِ أَدْمَانِيْ
فَأَصْبَحَتُ مُلَطَّخَةً بِكُلِّ شَيْءٍ مُؤْلِمْ
أعْذُرني لَاْ أفْقَهُ مِنَ السَعَادَةِ شَيْئَا..
فَقَدْتُ سَيطَرَتِيْ عَلَى أَنْفَاسِي..
وَهَا أَنَاْ أُحَاوِلُ زَرْعَ بَقَايَا جُثَّتِيْ بَيْنَ تُرْبَةِ الفَرَحِ الوَهْمِيَّهْ
عَلَّنِيْ أَلْتَمِسُ شَيْئَاً مِنَ السَعَادَةِ الكَاذِبَه الأَبَدِيَّهْ
عُذْرَاً يَا قَارِئِيْ
فَأَنَا لَسْتُ مِنَ النَوْعِ الذِيْ يَثْمُلُ وَيُزْهِرْ
فَأَيَّامِيْ مَعْدُودَه
ونهايتي وَشِيكَه
وَهَا أَنَا أُصْدِقُ مَقُولَتِيْ
بِالنِهَايَةِ القَاسِيَهْ
بَقَائِيْ وَحِيدَةً بَيْنَ حَبَّاتٍ التُرَابِ القًاسِيَهْ
تَحْتَ عَذَابِ الرِيحْ العَاصِفَهْ
فَتَجْعَلُنِيْ أَتَمَايَلُ يُسْرَةً وَيُمْنَهْ
حَتَىْ يُقْتَلَعُ رُوحِيْ مِنَ الأَنَا
وَأَمُوتُ كَوَرْدَةٍ فِيْ الصَحْرَاءْ
تُغْمَسُ بَيْنَ حَبَّاتِ تُرْبَتِهَا
وَحِينَهَا نَفَسِيَ الأَخِيرْ سَيَخْرُجُ بِالكَادْ
وأُصْبِحَ ذِكْرَى مَحْفُورَةً عَلَى الرِمَالْ..
\
المفضلات