عمان - منال القبلاوي - ما أن تقترب الساعة يوميا من السادسة والنصف صباحا والخامسة مساء حتى تبدأ القطط الموجودة في شوارع احد الاحياء السكنية في عمان بالتجمع للوليمة المحضرة لهم والتي اقترب موعدها.
وتلحق نحو 15 قطة موجودة بالمنطقة في مشهد حقيقي ومن فوقها مجموعة مماثلة من طيور المنطقة بسيدة اردنية اعتادت اطعامهم يوميا صباحا ومساء.
ورغم ان السيدة لديها الكثير من المشاغل يوميا في داخل وخارج المنزل كاي امرأة عاملة اخرى فانها تجد المتسع للقيام بالعديد من اعمال الخير ومساعدة الاخرين من العائلات الفقيرة والايتام الا ان اعتناءها بالقطط الموجودة في منطقتها السكنية هو ما يجعل قصتها مختلفة عن قصص الاردنيين والاردنيات ممن يحملون على عاتقهم مسؤولية مساعدة الاخرين.
وتتجمع عشرات القطط في قطعة ارض فارغة مقابل العمارة السكنية التي تقطنها السيدة بانتظارها لتطعمهم يوميا في هذا الموعد المحدد وما أن تخرج السيدة من باب العمارة التي تسكن فيها قبل توجهها الى عملها حتى تجد عشرات القطط تتجمع حولها بطريقة تنم عن الترحاب والمحبة لتتفرق بعد ذلك القطط كل في موقع محدد لها من خلال بلاطات بناء موزعة في قطعة الأرض الجانبية لكل قطة بلاطة معروفة.
ودون أن تتشاجر القطط توزع نفسها على البلاطات استعدادا للدهن واللحمة المفرومة او احد انواع الطبيخ التي توزعها السيدة على البلاطات بالتساوي بين القطط ومن ثم تضع لهم عبوات مياه وعبوات حليب للأصغر سنا.
وبعين العطف تراقب السيدة قططها وبيدها تتلمس أجسادهم بحنية لتغادر من بعد إلى بيتها من جديد فيما القطط منهمكة بالتهام الطعام بانتظار يوم آخر من الدلال والحنية من تلك السيدة التي اعتادت إطعام القطط منذ أكثر من عدة سنوات.
وقد اعتاد كل من يلقى قطة صغيرة أو مريضة من معارف وجيران هذه السيدة الحنونة إحضارها لها للعناية بها.
تؤكد السيدة انها تطعم القطط من باب الانسانية في زمن يخلو منها وتبين انه تطعم القطط من طعام البيت او من اكل الجيران منوهة انها ليست الوحيدة التي تطعم القطط في منطقة سكنها حيث اصبحت عادة لدى كل الجيران لكن هي من بادرت اولا.
وبدات قصتها مع القطط بعد انتقالها واسرتها للعيش من بيت ارضي فيه حديقة الى شقة طابق اول الامر الذي لا تستطيع معه الابقاء على القطة مما دفعها للتخلي عن قطتها انذاك ومن هنا بدات باطعام قطط المنطقة.
وتصف كيف تلحقها القطط من وراءها والطيور من فوقها عندما تنزل صباحا من بيتها لتطعمهم في مشهد جميل جدا يثير المشاعر ويدعو الى التأمل وبعد ان تنهي القطط من تناول طعامها وتغادر تبدا الطيور الواقفة منتظرة دورها بالهجوم على ما تبقى من الطعام.
واكثر ما يزعجها القاء الصغار الحجارة على القطط او اللحاق بها والتسبب بذعرها وتخويفها وبحسبها فان منطقتهم السكنية خالية كليا من الفئران ومن الحشرات بسبب القطط المتواجدة في المنطقة.
هذا وترفض السيدة الحديث للاعلام عن قصتها مع القطط باعتبار انها ليست الوحيدة او الاولى في هذا الاطار رغم انها وحسب ما شهدت الرأي الاكثر عطفا واهتماما بالحيوانات.
المفضلات