مستشار الإتحاد الأردني لكرة القدم: تراجع المستوى وراء غياب العرب عن المونديال
الجوهري: الكرة الأردنية شهدت طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة وفيها مواهب تبشر بالخير
أكد مستشار الإتحاد الأردني لكرة القدم والمدير الفني الأسبق للمنتخب المصري، محمود الجوهري، أن تراجع مستوى أغلب المنتخبات العربية كان وراء الغياب عن بطولة كأس العالم الأخيرة بجنوب أفريقيا بإستثناء منتخب الجزائر الممثل الوحيد للكرة العربية في المونديال.
وقال الجوهري ، إن الإحتراف ساهم بدور كبير في تطوير الكرة العربية في السنوات الأخيرة، ولكنه طالب بضرورة الإحتراف الإداري وهو ما سيساهم في مزيد من الإرتقاء الفني، خاصة وأن الإدارة الكروية في أغلب الدول العربية مازالت هاوية.
وأبدى المدير الفني الأسبق لمنتخب الأردن سعادته الشديدة بعمله كمستشار كروي لملك الأردن ومساهمته في تطوير الكرة الأردنية، معتبراً أن "ثقة القيادة السياسية في شخصي مسؤولية كبيرة."
كما أثني المدير الفني الأسبق للمنتخب المصري على اعتماد الأندية المصرية على المدربين المحليين من الشباب، مؤكداً أن ذلك سيصب في مصلحة الكرة المصرية، وأشاد بتجربة حسام حسن مع فريق الزمالك، وأشار إلى أن تلك التجربة ستنتقل للكرة الخليجية في المستقبل.
وفيما يلي نص الحوار الذي اجرته الـ CNN مع الجوهري:
كيف تقيم تجربتك كمستشار فني للكرة الأردنية ؟
الكرة الأردنية شهدت طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة ، وظهرت فيها مواهب تبشر بالخير للكرة الأردينة ووصل المنتخب الأردني لمستوى طيب يدفع للتفاؤل ، وهذا نتيجة الجهد والعمل في الفترة الماضية ، وإن كنت أتمنى أن يرتقي المستوى بشكل أفضل في المستقبل ، لاسيما وأن هناك العديد من المواهب التي ظهرت على السطح مؤخرا .
ألا تفتقد العمل كمدير فني ؟
أتصور أن فترة العمل في الملاعب كمدير فني قد ودعتها منذ فترة ، ووجدت أن ترك الفرصة للمدربين الشباب أفضل من الإستمرار ، وقد اتخذت قرارا منذ فترة بإعتزال العمل داخل الملاعب ، خاصة وأن مهمة التطوير ووضع الإستراتيجيات لا تقل أهمية عن العمل كمدير فني ، لاسيما وأني قد قدمت كل ما أستطيع تقديمه على مدار سنوات طويلة في الملاعب العربية سواء في مصر أو خارجها ، وأنا مقتنع بما أقوم به حاليا في المملكة الأردنية ، وثقة القيادة السياسية الأردنية في شخصي مسؤولية كبيرة أحملها على عاتقي .
ولكن الكرة الأردنية مازالت بعيدة عن المنافسة الحقيقية في القارة الأسيوية ؟
لا تنسي أن الكرة الأردينة ظلت لفترة طويلة بعيدة عن مجال المنافسة الحقيقة في أسيا التي شهدت تطورا كبيرا في السنوات الماضية ، خاصة كرة شرق أسيا التي تقودها اليابان وكوريا الجنوبية ، ولكن أرى أن المستقبل سيكون أفضل للكرة الأردينة بفضل الجهد الكبير المبذول فيها ، بالإضافة إلى دعم الدولة وإهتمامها ، وستشهد السنوات المقبلة إرتقاء في المستوى الفنى لها ، وقد لاحظ المتابعين مدى التطور الذي شهدته الكرة الأردينة .
لماذا أنهيت تجربيك كمدير فني للاتحاد المصري وفضلت العودة للأردن ؟
الإختلاف في وجهات النظر بيني وبين عدد من مسؤولي الإتحاد المصري لكرة القدم كانت وراء عودتي للأردن ، وقد سعدت بفترة عملي كمدير فني للإتحاد المصري ، وحاولت تطوير الكرة المصرية قدر المستطاع خلال الشهور التي توليت فيها المسؤولية الفنية ، وعندما حدث الخلاف في وجهات النظر فضلت العودة للإتحاد الأردني لإستكمال ما بدأته هناك قبل عودتي لمصر .
لماذا غابت الكرة العربية في كأس العالم بجنوب أفريقيا بإستثناء الجزائر ؟
لاشك أن مستوى أغلب الدول العربية تراجع في السنوات الأخيرة ، وهو ما أدى إلى غيابها عن المونديال الأخير ، حتى مستوى الجزائر في كأس العالم لم يكن على المستوي المأمول وخرج من الدور الأول دون أن يحقق شئيا ، فتراجع مستوى دول كبيرة مثل المغرب وتونس والسعودية وراء الغياب عن المونديال ، وهى منتخبات تعودت الجماهير أن تراها في كأس العالم .
لماذا لم تذكر منتخب مصر ؟
لأن منتخب مصر حالة فريدة ولا يدخل التصنيف السابق ، فمنتخب مصر هو بطل أفريقيا في الدورات الثلاثة الأخيرة ، ويضم مجموعة مميزة من اللاعبين ساهمت بدور كبير في السيطرة على الكرة الأفريقية ، ولكن مازال منتخب مصر يخفق في التأهل لنهائيات كأس العالم منذ عام 90 بإيطاليا ، وهو أمر مستغرب بالنسبة للبعض، إذ كيف لمنتخب يفوز ببطولة الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية ويفشل في الوصول لكأس العالم ؟ إذا كان منتخب مصر قد فشل في الوصول لجنوب أفريقيا ، إلا أن مستواه لم يهبط مثل منتخبات عربية أخرى ، وقد تأهل منتخب الجزائر على حسابه في مباراة فاصلة .
ما هو تفسيرك لغياب منتخب مصر عن كأس العالم رغم إنتصاراته الأفريقية ؟
التجارب السابقة تؤكد أن اللاعب المصري لا يجيد لعب مباريات التصفيات المنفصلة ، على العكس من البطولات المجمعة مثل بطولة الأمم الأفريقية ، فاللاعب المصري يكون في قمة تركيزه خلال المباريات المجمعة ، لأنه يكون تحت سيطرة الجهاز الفني الذي يتابع تدريبه وإنتظام حياته من مأكل ومشرب وتركيز وهدوء ، وهو ما يساعده على الأداء القوى الفعال ، مما يحقق له أهدافه ، وهى أمور لا تتوافر في مباريات التصفيات التي يلعبها على فترات متباعدة .
هل عانيت من تلك المشكلة مع المنتخب المصري ؟
هذه المعضلة لا تؤثر على مدرب بعينه لأن لها علاقة بطبيعة اللاعب المصري نفسه، وقد عانيت من تلك المشكلة مع المنتخب أكثر مرة .
كيف تقيم تجربة الإحتراف في الكرة العربية ؟
المؤكد أن الإحتراف ساهم كثيرا في تطوير الكرة العربية ، وترى تأثيره على مستوى اللاعبين ، إلا أن اللاعب العربي مازال لم يصل للمستو ى الإحترافي بشكل كامل لظروف مجتمعية ، ويحتاج لمزيد من الوقت ، فالإحتراف عرف طريقه للكرة العربية منذ ما يقرب من 20 عاما ، وبمرور الوقت ستتلاشى سلبيات الإحتراف ، ولكن ذلك يحتاج لمزيد من الإحتراف على مستوى الإدارة ، فالكرة العربية في أغلب البلدان تدار عن طريق الهواه ، ولابد وأن يعرف الإحتراف طريقه للإدارة ، وعندما يحدث ذلك سيرتفع مستوى الكرة العربية أكثر .
لماذا تعتمد الكرة الخليجية على المدرب الأجنبي على عكس الكرة المصرية ؟
المدرب الاجنبي يكون إضافة قوية عندما يكون المدرب صاحب خبرة كبيرة ، والكرة الخليجية مازالت تعتمد على المدرب الأجنبي لأن كوادرها المحلية مازالت في حاجة لمزيد من الخبرة ، ولكن بمرور الوقت ستعتمد الكرة في الخليج على المدرب المحلى ، كما فعلت الكرة المصرية في السنوات الأخيرة ، ولاشك أن نجاح المدير الفني للمنتخب المصري حسن شحاتة ، شجع الأندية على الإعتماد على المدرب المحلي ، بدليل أن النادي الأهلي الذي ظل معتمدا على المدرب الأجنبي على مدار 18 عاما متتالية ، إعتمد مؤخرا على مدرب من أبناء النادي وهو حسام البدري وحقق نجاحات كبيرة مع الفريق .
ما تقيمك لتجربة حسام حسن مع الزمالك ؟
حسام حسن يمتلك شخصية قوية ، وخبرات كبيرة كلاعب دولي على مدار سنوت طويلة مع المنتخب المصري ، وسيكون أحد الدعامات التي تعتمد عليها الكرة المصرية في المستقبل القريب ، فحسام يمتلك " كاريزما " واضحة ستساعده على النجاح في عمله التدريبي ، وسعيد بإعتماد الكرة المصرية على مدربيها المحليين ، فهناك أيضا المدير الفني للمنتخب الأولمبي هاني رمزي ، بالإضافة إلى جيل من المدربين الشباب في الدوري المحلي أمثال إسماعيل يوسف وطارق العشري وطارق يحيى وغيرهم ، ومن الداعي للتفاؤل أن الأندية المصرية أصبحت تثق في مدربيها المحليين ولم يعد هناك في الدوري المصري سوى أربعة مدربين أجانب من بين 16 فريقا في البطولة .
المفضلات