كتب- طارق الحميدي- بلهفة انتظار الغائب , اجتمعت الاسرة على باب المنزل وانهمكمت بترتيبات الزينة والاستعداد لاستقبال حجاج بيت الله الحرام العائدين من الديار المقدسة بعد اداء فريضة يحلم بها كل مسلم.
وأخذت في السنوات الاخيرة مع ظهور المنافسة في اشكال وانواع الزينة تتطور حتى لم تعد تقتصر على الاشجار وسعف النخيل لتتحول الى اشكال وعبارات وصور مكونة من اسلاك انارة وغيرها.
ومع اقتراب عودة الحجاج اكتست العديد من البيوت والمنازل التي تستعد لاستقبالهم من رحلة الحج بالزينة والحبال والاشجار والاضواء والاعلام والرايات بالاضافة لعبارات كتب على معظمها "حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا إن شاء الله".
وتكتسب رحلة الحج عند المواطنين أهمية خاصة لكونها فريضة أساسية في الدين كما أن لها مكانة اجتماعية بين الناس حيث عادة ما يحظى الحاج باستقبال كبير وتستمر وفود المهنئين بالتوافد إلى منزله لمدة اسابيع بعد عودته.
وتزينت في عدد من الاحياء أزقة بكاملها بالزهور الملونة واعتلتها سعف النخيل واليافطات على امتداد الدخلات الفرعية الصغيرة والرايات استعدادا لاستقبال الحجاج في ذلك الحي وهو تقليد يدل على التواصل الاجتماعي والتراحم بين أبناء الحي الواحد في هذه المناطق.
ولزينة الحج بهجة ورونق خاص عند العديد من الأردنيين حيث تبدأ عادة قبل عودة الحجاج بأكثر من اسبوع كما أنها قد تحمل طابعا دعائيا من خلال ايصالها لرسالة بأن في هذا المنزل حاج.
كما أن في الاحياء الشعبية طقوسا مميزة لاستقبال الحجاج بشكل جماعي وفي كثير من الاحيان تقف نساء الحي على اسطح المنازل وتبدأ ترش الحجاج بانواع الورد والزينة والحلويات والسكاكر بينما يستقبل الشباب الحجج بزفة تبدأ منذ بداية الحي حتى منازلهم.
يقول احمد سلطان والذي ذهب والداه لأداء فريضة الحج للعام الحالي أن جميع أبنائهم وأحفادهم ينتظرون عودتهم وهم مشغولون بتزيين الحي الذي يسكنون به كاملا منذ أن غادروا.
وأشار الى أنهم يتعاونون مع سكان الحي بسبب ذهاب عدد كبير من الحجاج من نفس الحي ليجتمع كافة شباب الحي ويتفقوا على تزيينه بالكامل.
وقال "أن - رحلة الحج- تعتبر الفرحة الأغلى على قلوبنا خاصة وأن والدي كانا يمنيان نفسيهما بالحج منذ فترة طويلة ولطالما سمعت والدتي تدعو الله لان تحج قبل ان تقابل ربها والحمد لله أن الله كتب لهما أداء الفريضة وأقر عيونهم برؤية الكعبة المشرفة".
وبينما كان يتحدث بشوق عن الحج كان ألابناء والأحفاد يشرعون بتزيين الممر المؤدي إلى البيت بالكامل وبطول لا يقل عن (30) مترا خاصة حيث علت أغصان الشجر الأخضر فوق البيوت والاساطيح.
وعلى زفرفة أعلام الأردن والرايات الملونة وعبارات الابتهال لله والترحيب بعودة حجاج بيت الله الحرام وقف محمد خضر وإخوانه لاستقبال والدتهم وأخوهم وزوجته العائدين من مكة المكرمة.
ويقول خضر (31 عاما) لقد من الله عليهم بأداء فريضة الحج للعام الحالي وقد كانوا يدعون الله دائما حتى يكتبها لهم قبل أن يستجيب الله دعائهم.
وبين أنه وبعد مغادرة الحجاج الأردن بأيام قليلة بدأ الإخوة بتزيين البيت استعدادا لاستقبالهم قائلا: لقد بدأنا التزيين مبكرا لاستقبال الحجاج، الحج فرحة كبيرة وندعوا الله أن يكتبها لنا في الأعوام القادمة.
يبينما في منطقة عبدون غطت الانارة الملونة أحد المنازل بالكامل بعد أن كتب بواسطة حبال الانارة أيضا عبارات التهنئة للحجاج العائدين.
وقال صاحب المنزل سالم حمدان الذي ذهبت زوجته وابنه للحج أنه يشعر بالفرحة خاصة وأن الحج فرحة لا تعلوها فرحة ويذكر قبل (5) أعوام حين ذهب للحج كم كانت فرحته حين عاد وكم كانت الزينة التي توشح بها المنزل الذي يسكنه الأشقاء جميعا يحمل البهجة والسرور.
وعلى الرغم من ظهور انواع الزينة واشكالها المختلفة تبقى هذه الحبال والانارة وسعف النخيل الوسيلة الاجمل لاستقبال حجاج بيت الله الحرام بعد عودتهم من الديار المقدسة.
المفضلات