ادت اشتباكات عنيفة بين قبيلتين في اقصى الصحراء الجنوبية الشرقية الى مقتل اكثر من 100 شخص خلال الايام العشرة الماضية، بحسب ما افادت مصادر قبلية امس الثلاثاء.
وصرح عيسى عبد المجيد رئيس قبيلة التبو لوكالة 'فرانس برس' ان 113 شخصا على الاقل من قبيلة التبو و20 اخرين من قبيلة الزوي قتلوا في مدينة الكفرة منذ اندلاع القتال بين القبيلتين في 12 شباط/فبراير.
وقال قائد الجيش الليبي يوم الاثنين إن القوات الحكومية ستتدخل اذا لم تتوقف الاشتباكات بين قبائل متنافسة بشأن السيطرة على ارض في الركن الجنوبي الشرقي من البلاد.
واندلعت اشتباكات قبل حوالى عشرة ايام في مدينة الكفرة واستمرت منذ ذلك الحين فيما يسلط الضوء على تحدي حراسة الصحراء شحيحة السكان. وقالت قبائل إن عشرات الناس قتلوا.
ويأتي العنف في حين يكافح المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا لتأكيد سلطته في انحاء البلاد، في حين تتدافع ميليشيات متنافسة وجماعات قبلية من اجل السلطة والموارد عقب سقوط معمر القذافي.
وقال مسؤول أمني من قبيلة الزوي إن مسلحين من القبيلة اشتبكوا مع مقاتلين من جماعة التبو العرقية بقيادة عيسى عبد المجيد الذي يتهمونه بمهاجمة الكفرة بدعم من مرتزقة من تشاد. لكن جماعة التبو قالت انها هي التي تتعرض للهجوم.
وقال يوسف المنقوش رئيس اركان القوات المسلحة الليبية لرويترز انه قد تم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين يوم الاحد لكن وقعت اشتباكات 'أكثر كثافة' يوم الاثنين. واشار إلى وقوع اصابات لكنه لم يذكر رقما محددا.
وقال إن وزارة الدفاع والجيش يحذران من انه ما لم يتوقف القتال فسيكون هناك تدخل عسكري حاسم لوضع حد للاشتباكات.
وأضاف أن قوات الجيش كانت في المنطقة لكنها لم تتدخل حتى الآن. ونفى أي وجود أجنبي هناك وقال إن المشاكل بين القبيلتين نابعة من الماضي وإن هناك حاجة للمصالحة.
وفي رسالة نصية لرويترز قال عبد الباري ادريس المسؤول الامني من قبيلة الزوي إن 'عددا كبيرا' من الاشخاص يغادرون الكفرة إلى بلدات اخرى. وقال إن رجال الزوي اوقفوا مركبتين فيهما رجال من تشاد.
ولم يتسن على الفور التحقق من تصريحاته بشكل مستقل ولا الاتصال بمسؤولين من جانب جماعة التبو.
وبسؤال المنقوش عن تقرير مغادرة العائلات للكفرة قال 'نعم عندما تكون هناك اشتباكات يخاف المدنيون ويتركون منازلهم'.
وتوجد جماعة التبو في الأساس في تشاد لكن تسكن أيضا أجزاء من جنوب ليبيا والسودان والنيجر وغالبا ما تجتاز الحدود الصحراوية التي لم يتم تعيينها. ودعم رجال عبد المجيد ثوار ليبيا خلال الانتفاضة التي اطاحت بالقذافي في عام 2011.
وفي الكفرة الروابط القبلية أقوى كثيرا مما هي عليه على ساحل البلاد على البحر المتوسط. وتم قمع تمرد قبلي في عام 2009 بعدما ارسل القذافي طائرات هليكوبتر مقاتلة. وتمثل المنطقة النائية أيضا مركزا للمهربين الذين يستغلون الحدود التي لا تخضع لسلطة القانون في جنوب الصحراء الكبرى.
والمحافظة المحيطة بالكفرة هي أكبر محافظات ليبيا وتشترك في حدود مع السودان وتشاد.
المصدر: الحقيقة الدولية
المفضلات