العرس وخراب البيت
بقلم:الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
يمنع وضع الايميل
وقفت على أحداث مناسبتي عرس ، أولاهما لأبنة شقيق زوجتي ، والثانية لأبن شقيقتي ، لأسمع الأهوال عن تكاليف الأعراس الخيالية ، التي لا تمت لواقع الحياة في الأردن ، في ظل الدخول المتآكلة ، والغلاء الفاحش ، والتمسك بشكليات وقشور زائفة ، ومن هنا ندرك لماذا يعزف الشباب عن الزواج ، ولماذا أسهم العنوسة في تصاعد خطير قد يضر بتركيبة المجتمع الأردني ، ولله الحمد انه لا يوجد في مجتمعنا رافضة ، ولا يوجد زواج متعة ، ولا زلنا حتى الآن ننظر للزواج العرفي أنه زنا ، وأنه ضد أعرافنا ، وانه ناقص لأفتقاره للأشهار ، وهو أهم شيء في الزواج ، ولا تقبله الا فئة قليلة لا تشكل أي نسبة بين الأردنيين ، والا لكانت كارثة حقيقية ، يجد الشباب والنساء متنفسا لرغباتهم الجنسية ، ويتحطم المجتمع الأردني ويهوي بنا عندما تتحطم الأسرة ويصبح الأبناء أبناء متعة ، ربما يقدسهم غيرنا ، ولكننا نعتبرهم أولاد حرام ، فهم خارج مؤسسة الزواج التي تنشأ على سنة الله ورسوله ، وهي أشبه بـ (البوي والجيرل فريند) عند الغربيين ، أنساب مختلطة ، ولا تدري الأم لأي رجل ينتمي وليدها ، فتطلق اسم أبيها عليه ، وكلهم (أولاد أبيهم) ، ويا (هملالي ، مين هو أبوهم) ...!!!
أقول أن الأسرة الأردنية في خطر ، وان بقينا على هذا المنوال سنذبح بناتنا ذبحا شرعيا ، بقوانين نحن نعض عليها بالنواجذ وليس لها أي قيمة الا في خيالاتنا المريضة ...!!!
العروس لا تتزوج الا بالذهب وغرام الذهب بلغ 30 دينارا ، ومهرها بالكاد يشتري اسوارة أو أكثر ، وقد يبيعها العريس في اليوم التالي فتخسر مبلغا وقدره أجرة المصنوعية ..!!
وصالون العروس مقابل بعض الدهانات التي تذوب مع الحر يبلغ مائتان ، وثلاثمائة دينار اردني وليس عراقيا ، ولا ليرة سورية ولا شاقل اسرائيلي وأكثر ، والبدله البيضاء من أردأ الموديلات ، تبلغ أجرتها ليوم واحد أكثر من مائة دينار وبعضها يبلغ الألف ، حيث أصبحت صالونات تزييف الجمال مراكز للسرقة المكشوفة ، والمافيات المشروعة في البلد ، ومسكة العروس ، وتزيين سيارة العرسان ...و .. و .. فرقة الزفة ، والصالة ، حتى الجمعيات الخيرية تبلغ أجرنها لساعتين 400 دينار ....!!!
هذا خيال وكوابيس مزعجة لا تمت للواقع بشيء ، ويمكن لو حاربنا هذه العادات ، وهذا التقليد المقيت ان نوفرها سيولة نقدية بين يدي العروسين ، وأن لا نرهقهما بديون طائلة ..(إن رضي حدا يداينهم أصلا) ...!!
اننا لا نطالب الحكومة بالتدخل ، فهذا ليس من شأن الحكومة ، (ويخلف عليها اذا تكرمت وتدخلت بالسلع التموينية الرئيسية) ، وان كنا نطالبها باستحقاق حقها من الضرائب من صالونات التجميل التي تحصد أموالا طائلة دون رأس مال ، ونطالب الجامعات بتحويل كليات الطب والهندسة وكل العلوم الأنسانية الى كليات تجميل ، لمردودها الضخم وتجارتها الرائجة ، لأننا سنوفر الكلام عن مخاطبة الناس أن يرحموا انفسهم من هذه العادات القاتلة في ظل ظروف مادية معقدة ...!!!
الآن على الشباب الأختيار بين أن يتكبدوا الخسائر الفاذحة ، أو عدم الزواج ، ونقول أن الزواج سنة الله في خلقه ، شرعه الله لحماية المجتمع من الفساد ، وقبله لأمداد الأرض بالنسل لأستمرار الحياة ، وبقاء العنصر البشري ، وعلى الناس ان يقدروا الظروف المعقدة وييسروا هذه الأمور ، فقد سبقنا الغرب المتحضر عنا بخطوات بعيدة ، وتخلوا عن هذه المظاهر الكريهة ، ولم يلقوا بالا لهذه التفاهات ، ووفروا هذه المصاريف الطائلة لبناء حياتهم ، ونحن أولى منهم بهذا الأجراء ، فديننا يحضنا على الزهد والبساطة ، وقد سأل أحدهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (دلني يا رسول الله على عمل اذا عملته احبني الله واحبني الناس ، فقال صلى الله عليه وسلم ازهد في الدنيا يحببك الله ، وازهد بما في أيدي الناس يحببك الناس ) .... ( أو كما قال سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم) ..!!
فالمقصود الزهد هو عنوان ديننا ، وبناء الأسرة أسمى أهدافنا ، ونحن نتحدث عن فقراء الأردن ، والذين يمثلون الأغلبية الساحقة ، وبما انه لا يوجد لدينا طبقة وسطى ، ابتلعها الحيتان وسحقوها وتحولت الينا مع بالغ الشكر والتقدير ، اذن علينا معالجة انفسنا واجتناب الكثير من هذه العادات القاتلة والتخلي عنها لتصبح أرخص من الفجل أيام زمان ...!!!
أتمنى أن أكون أسمعت ، مع ادراكي ان الحديث عن تجاوز العادات طبل بجانب أطرش ، ولكنني قلت هذه الكلمة التي كانت لأيام تثقلني ، ويعلم الله انني زوجت ثلاث بنات ولم أشترط أي شرط ، وانني من الذين يقولون القول ويتبعوه ان شاء الله تعالى ...!!!
المفضلات