الرياض: قررت لجنة الانتخابات العامة بالرياض وقف عملية الاقتراع في مركز رقم (116) في محافظة عفيف ورقم (113) في البجادية حرصاً على نزاهة الإجراءات الانتخابية وشفافيتها واتفاقها مع مقتضى القواعد النظامية.
وقال بيان صادر عنها اليوم "بناءً على ما تلقته اللجنة العامة للانتخابات من اللجنة المحلية للانتخابات بمنطقة الرياض من أن هناك تدافعاً عند الدخول في المركز الانتخابي رقم (116) في محافظة عفيف والمركز الانتخابي رقم (113) في محافظة البجادية أدى إلى دخول عدد من الناخبين بشكل غير منظم إلى قاعتي الاقتراع في المركزين سالفي الذكر مما أثر على إجراءات سير الاقتراع".
وختم البيان "حرصاً على سلامة الإجراءات الانتخابية قررت اللجنة العامة للانتخابات وقف عملية الاقتراع في المركزين المشار إليهما وإعادة الاقتراع يوم السبت الموافق 3/11/1432هـ".
وكشف رئيس اللجنة العامة لانتخابات أعضاء المجالس البلدية السعودية عبدالرحمن بن محمد الدهمش عن نظام جديد للمجالس البلدية، رفع للجهات العليا، يجري الآن إجراء اعتماده، ويشمل العديد من الصلاحيات للقيام بأعمال تنفيذية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته اللجنة اليوم في وزارة الشؤون البلدية والقروية في مقرها في حي المعذر، حيث سلّط الضوء على الاستعدادات التي تمت لانتخابات أعضاء المجالس البلدية في الدورة الحالية.
وبيّن الدهمش أن يوم الاقتراع يمثل المرحلة الأخيرة في الانتخابات البلدية، وأن الناخبين سيختارون من يمثلهم في إدارة الشؤون المحلية والخدمات البلدية، موضحاً أن عملية الاقتراع كانت سبقتها ثلاث مراحل رئيسة، مبيناً أن عدد الناخبين النهائي الذين يحق لهم التصويت اليوم بلغ 1.083.600 ناخب.
وأشار إلى أن هذه المرحلة تلتها مرحلة تسجيل المرشحين، التي استمرت مدة 6 أيام، حيث بلغ عدد المرشحين النهائي "5.323" مرشحاً، ثم تلتها مرحلة الحملات الانتخابية، التي استمرت لمدة 11 يوماً، حيث نظم فيها المرشحون حملاتهم الانتخابية للتعريف ببرامجهم الانتخابية، مبينًا أن الحملات اتسمت بقدر كبير من الموضوعية والالتزام بالاشتراطات النظامية.
وأكد رئيس اللجنة العامة لانتخابات أعضاء المجالس البلدية أن عملية فرز الأصوات ستبدأ بعد نهاية الاقتراع لتحديد قائمة الفائزين بعضوية المجالس البلدية، بناء على عدد الأصوات التي يحصل عليها كل مرشح، موضحاً أنه بعد البتّ في الطعون والتظلمات، سيصدر الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز قرارًا بتشكيل المجالس البلدية، لتبدأ في ممارسة عملها.
وأوضح الدهمش أن انتخابات الدورة الحالية تميزت ببعض الجوانب التنظيمية والقانونية عن الدورة السابقة، منها أن الناخب لا يصوّت إلا لمرشح واحد في دائرته الانتخابية، إضافة إلى زيادة عدد المجالس البلدية، حيث أصبحت 285 مجلساً بلدياً بعدما كانت 179 مجلسًا نتيجة لزيادة عدد البلديات جراء إلغاء المجمعات القروية.
كما زاد عدد المراكز الانتخابية، فأصبحت 752 مركزاً، بعدما كانت 631 مركزاً، مشيراً إلى أنه من مميزات الدورة الحالية أن العمل فيها يقوم على اللامركزية عبر إعطاء صلاحيات أوسع للجان المحلية في تنظيم وإدارة العملية الانتخابية.
وقال الدهمش "إننا نتطلع في الدورة المقبلة أن يزداد عطاء المجالس البلدية ودورها الإيجابي، وأن يظهر اهتمامها بشؤون المواطنين من خلال الاتصال المباشر بهم".
وأشار الدهمش إلى توافر قاعدة معلومات في قيد الناخبين في المملكة لدى اللجنة، حيث إن الأعداد كانت تفوق "800" ألف في الدورة السابقة، وأضيف عليها "400" ألف في الدورة الحالية.
وأشار إلى وجود فروقات بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية من أولها يوم الاقتراع الذي تم على المستوى المملكة في يوم واحد، فيما جرى في الدورة السابقة تقسيم المملكة إلى ثلاثة أقسام، حيث تم التصويت على ثلاث مراحل.
اقبال ضعيف على المراكز:
وتشهد مكاتب الاقتراع في السعودية إقبالاً ضعيفًا الخميس، حيث يختار الناخبون نصف أعضاء المجالس البلدية، على ان تكون هذه آخر انتخابات من دون مشاركة المراة ترشحًا واقتراعًا. وعزا مرشحون ومسؤولون قلة الناخبين الى يوم العطلة الاسبوعية، مرجّحين أن تشهد نسبة المشاركة زخمًا بعد الظهر.
ومن المتوقع ان يشارك اكثر من مليون ناخب للاختيار بين 5323 مرشحًا من الرجال، يتنافسون على 1056 مقعدًا في المجالس البلدية، اي نصف الاعضاء، على أن تعيّن السلطات النصف الآخر. وفتحت المكاتب ابوابها عند الثامنة (05:00 تغ)، على ان تغلق عند الساعة 17:00 (14:00 تغ).
ولم يكن هناك سوى عدد قليل جدًا من الناخبين في مركز العليا في وسط الرياض قبل الظهر. وقال المرشح عن الدائرة الرابعة في الرياض عبد الوهاب المالكي إن "الحركة بطيئة قبل الظهر كما تلاحظون لأن الناس نيام، فاليوم عطلة".
سعوديون في أحد مراكز الإقتراع
والعطلة الأسبوعية في السعودية هي يومي الخميس والجمعة. واضاف المالكي (33 عامًا) انه من "الاتجاه المحافظ، اي في الوسط بين الليبراليين والاسلاميين".
وتابع ردًا على سؤال ان "للمجالس البلدية صلاحيات الرقابة على المشاريع التي تقرّها الامانة، لكن للأسف فان هذه الصلاحيات لم يتم تفعيلها في الدورة الاولى من الانتخابات".
من جهة أخرى، قال المالكي "أقدّر المرأة واحترمها كثيرًا، لكن كان من الأفضل منحها حق التصويت في الانتخابات، وليس الترشح لأن لا علاقة لها بعمل البلديات". وطالب بـ"انتخاب مجلس بلدي نسائي".
وفي مدرسة الفرزدق الابتدائية أحد مراكز الاقتراع في العاصمة، جلس أربعة من رجال الشرطة أمام المدخل الخارجي يتحدثون. وفي الداخل، يقف المشرفون على عملية الاقتراع بانتظار قلة من الناخبين، الذين يقول أحدهم معرّفًا عن نفسه باسم محمد عبدالله "انني في حيرة من أمري، لا اعرف من اختار، بسبب طريقة المرشحين في التواصل معنا عبر فايسبوك".
واضاف "افضّل التواصل الشخصي، وبما انه منعدم تقريبًا، فلا اعتقد بأنني سأمنح صوتي لأحد". من جهته، شرح رئيس اللجنة الانتخابية في المركز مشعل الرخيص لفرانس برس خطوات الاقتراع قائلاً "يتجّه الناخب الى موظف يدقق في اوراقه الثبوتية قبل ان ينتقل إلى آخر للتحقق ممن كان اسمه ضمن قيد المسجلين".
وأوضح في القاعة التي غطيت أرضها بسجاد احمر اللون "ثم يتجه الناخب الى العازل، والخطوة الاخيرة صندوق الاقتراع الشفاف لكي يدلي بصوته". وهناك سبع دوائر انتخابية في الرياض تضم 74 مركزًا انتخابيًا.
وفي جدة، شهدت الدوائر الانتخابية اقبالاً ضعيفًا خلال الفترة عينها ايضًا. وعزا عبد الله الغامدي المسؤول في الدائرة الانتخابية الثانية ذلك الى ان "الوقت لا يزال مبكرًا، كما إن اليوم نهاية الاسبوع بالنسبة إلى السعوديين". واضاف "نتوقع زيادة الاقبال وربما نشهد الذروة في فترة ما بعد العصر".
وقال ابراهيم حامد غازي المتقاعد من سلك التعليم في عقده الخامس لفرانس برس "ادليت بصوتي لأحد الزملاء بناء على القائمة التي قرأتها"، مؤكدا انه "لم يطلع على برامج أيّ من المرشحين، وانه لا يعرف بقية الاسماء".
ولفت الى انه "يقترع لإيمانه بأن المشاركة في الانتخابات أمر مهم، لا بد ان نشعر بأننا مجتمع واحد ومتقارب". والمراكز الانتخابية مجهزة بأماكن خاصة بالمرشحين والمراقبين، اضافة الى اماكن للإعلاميين الراغبين في تغطية الحدث.
وهي آخر انتخابات بلدية تنظم من دون مشاركة المرأة، إذ قرر الملك عبد الله بن عبد العزيز إشراك السعوديات اقتراعًا وترشحًا اعتبارًا من الدورة المقبلة، إضافة إلى إشراك المرأة في عضوية مجلس الشورى المعيّن.
ولم يتسن معرفة عدد الذين يحق لهم الاقتراع، ولم يسجلوا اسماءهم في قيد الناخبين. وكانت الحملات الانتخابية للمرشحين بدأت الاحد 18 ايلول/سبتمبر، واستمرت حتى امس الاربعاء، على ان تعلن النتائج في الاول من تشرين الاول/اكتوبر، اي بعد 48 ساعة من إغلاق الصناديق.
ويبلغ عدد المجالس البلدية في السعودية 285 بعدما كان عددها 179 في الانتخابات الماضية. كما ارتفع عدد المراكز الانتخابية الى 752 بدلاً من 631. وقد اجريت انتخابات المجالس البلدية في مختلف مناطق ومحافظات البلاد في العام 2005، وكان مقررًا إجراء الانتخابات الحالية في العام 2009، لكن تم تأجيلها لإجل غير مسمّى.
وكان صدر قرار في نيسان/ابريل الماضي لإجرائها في أيار/مايو الفائت، قبل ان يصدر قرار آخر بتأجيلها الى ايلول/سبتمبر الحالي. ويقوم بمراقبة العملية الانتخابية فريق من المحامين والمهندسين السعوديين تم اعتمادهم من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية، فيما امتنعت الجمعية الوطنية لحقوق الانسان عن المشاركة في المراقبة.
المفضلات