لم يظهر وباء الكوليرا المنتشر في هايتي أي علامة على التراجع مع ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عنه إلى 1250 ووصول عدد المصابين به إلى 21 ألفا، وهو ما عزز من التكهنات بتأجيل الانتخابات العامة المقررة في الـ28 من الشهر الجاري.
وبحسب الطبيب الفرنسي الاختصاصي العالمي في الوباء جيرار شوفالييه فإن "عددا من النقاط المحورية للعدوى آخذة في التزايد، وتلك التي ظهرت قبل شهر واحد لا تنطفئ".
وأشار الطبيب -الذي يقدم المشورة لوزارة الصحة الهايتية- إلى أن أعداد الضحايا المقدمة من السلطات "أقل من الحصيلة الفعلية".
ومن بين أكثر الأماكن تضررا منطقة أرتيبونيت شمالي هايتي، إضافة إلى العاصمة بورت أو برنس، التي سجلت فيها 64 حالة وفاة من ضمنها عشرون طفلا دون سن الخامسة.
وبحسب معطيات وزارة الصحة فإنه حتى الـ17 من الشهر الحالي أدخل عشرون ألفا و687 شخصا إلى المستشفيات للمعالجة منذ بدء الوباء في 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
رغم الدعوات إلى تأجيلها تستمر التحضيرات للانتخاب بعد أسبوع (الفرنسية)
تأجيل الانتخابات
وفي الأثناء طلب أربعة من المرشحين لانتخابات الرئاسة تأجيل إجرائها لإتاحة الفرصة أمام المسؤولين للتعامل مع الوباء الذي لا تلوح في الأفق أي علامات على تراجعه.
وطالب المرشحون الأربعة في بيان مشترك بتشكيل هيئة مستقلة بغرض الوقوف على مصدر هذا الوباء وتحديد المسؤولين عن انتشاره.
غير أن باقي المرشحين وعددهم 19 طالبوا بضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المقرر بعد أسبوع، تفاديا للمزيد من الأزمات السياسية التي تشهدها البلاد.
ووفقا لرجل الأعمال تشارلز هنري بيكر -وهو أحد المرشحين البارزين لانتخابات الرئاسة ويعارض أي تأخير محتمل- فقد شدد على الإسراع في تغيير الحكومة من أجل القيام بما يلزم "لوقف هذا الوباء".
وفي ظل عدم اتخاذ قرار رسمي بتأجيلها تستمر الحملة الانتخابية على أشدها ويستمر الناخبون في محاولات الحصول على بطاقات التصويت دون كلل.
وأعربت الأمم المتحدة عن خيبة أملها في الاستجابة الدولية لندائها من أجل جمع 164 مليون دولار لمساعدة هايتي في مكافحة الوباء. وأشارت إلى أن ما تلقته حتى الآن لم يتعد 10% فقط مما تحتاجه البلاد.
وكانت أعمال عنف حادة قد اندلعت في الأيام الماضية على خلفية اتهامات بأن جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة -وخاصة الجنود النيباليين- هم من جلب المرض، خاصة أن البلاد لم تعرفه منذ نحو خمسين عاما، بيد أن المنظمة الدولية نفت هذه الاتهامات.
المصدر: وكالات
المفضلات