عمان - بترا - أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله اهمية المرتكزات الانسانية ليكون التقدم التكنولوجي العالمي مفيدا للجميع، مقدمة العديد من الامثلة على التقدم التكنولوجي الذي ابدعته العقول البشرية لخدمة الانسان وتحقيق الرفاهية له.
جاء ذلك في مشاركة جلالتها إلى جانب عدد من الشخصيات العالمية بكتابة مقال نشر على موقع هفنغتون بوست الالكتروني العالمي واسع الانتشار بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسه، مبينة انه للمضي قدماً، علينا العودة للأساسيات والى جذور انسانيتنا المشتركة والقيم التي تربط ببعضنا ببعض. وتساءلت جلالتها: ما الفائدة من التقدم التكنولوجي من دون التقدم الاخلاقي، مشيرة الى منطقة الشرق الاوسط ومناطق اخرى من العالم تعاني القتل والتدمير نتيجة لاختلاف في المعتقدات او الافكار.
وقالت جلالتها ان في منطقتي الشرق الاوسط حوالي خمسة ملايين طفل خارج المدرسة تفوتهم فرصة تعلم الأحرف الأبجدية والأرقام.
وأضافت: «مادام التقدم لا يشمل الجميع او يشاركون به، فسنرى المزيد من الحوادث، وسنرى مجموعات أكثر من الإرهابيين، والتي تتغذى على مشاعر الناس من نفر انعدمت لديهم العدالة ويبحثون عن تحقيق إشباع انحرافاتهم. وقالت جلالتها لنتخيل القوة والقيمة من وراء عمل بسيط كالتعرف الى الآخرين المختلفين عن ديننا أو ثقافتنا، مضيفة اننا سنرى أمواجاً من التعاطف والتفاهم، إذا وضعنا أنفسنا مكان الآخرين.
واستذكرت جلالتها تصرف امهات من مناطق وجنسيات مختلفة تجاه اولادهن جراء التعرض للعنف واعمال الشغب، مؤكدة ان حب الأم هو ذاته في أي ثقافة او دين أو لغة. واضافت ان روح المواطنة العالمية وما يعنيه أن نعيش في عالم مترابط يتجلى حينما نبدأ رؤية أنفسنا مكان الآخرين ونرتبط بآمالهم ومخاوفهم ونكون قادرين على الاعتماد على بعضنا بعضا ونتحمل المسؤولية تجاه راحة بعضنا بعضا.
واختتمت جلالتها مقالها بالقول: «ماذا لو توقفنا، ونظرنا حولنا واستمعنا لقلوبنا وضمائرنا؟ إذا استطاع التقدم الأخلاقي السير جنباً إلى جنب مع التقدم التكنولوجي عندها سيكون ذلك تقدماً حقيقياً».
المفضلات