لوازم المدارس أم (زينة العيد).. أيهما أولى ؟
أعطى مواطنون وأسر الأقساط والمستلزمات المدرسية للعام الدراسي الجديد الذي بات على الأبواب الاولوية في موازناتهم المالية , مما انعكس على نشاط الأسواق وخاصة قطاع الملبوسات وملحقاته لموسم عيد الفطر بشكل ملحوظ خاصة في ظل ارتفاع أسعار الملبوسات بعد رفع الرسوم الجمركية على الألبسة تموز الماضي وفق تجار وعاملين بالقطاع .
وكان قرار لمجلس الوزراء قد صدر في 15 تموز 2010 يقضي بتعديل ورفع الرسوم الجمركية المستوفاة على الالبسة وطبق في اليوم التالي بعد صدوره في الجريدة الرسمية , بحيث ارتفعت أسعار الملابس بناء على ذلك بنسب بلغت 20% تقريبا وفق تقديرات تجار الألبسة .
وفرض تزامن ثلاثة مواسم متتالية رمضان وعيد الفطر ويليه فورا بدء العام الدراسي القادم على كثير من الأسر ترتيب نفقاتها وفق الأولوية , مفضلين الاستعداد للموسم الدراسي وتامين الأقساط والزي المدرسي والقرطاسية وكافة المستلزمات الدراسية لأبنائها , بحيث بات التطلع لشراء احتياجات العيد عبئا ماديا غير متاح وتفرض الظروف الاستغناء عنه .
وفي هذا الصدد أوضح تجار أن ما يشهده السوق من تراجع في الحراك والاقبال على الشراء دفع بالكثير من التجار بمحاولات لتقديم عروض أملا بتشجيع المواطنين على شراء ملبوسات عيد الفطر , مشيرين أن تضافر ثلاثة مواسم هي رمضان والعيد والموسم الدراسي ساهم الى حد كبير في الحد من الاقبال على شراء الملبوسات لهذا الموسم مقارنة بمواسم الأعياد السابقة .
ويترقب علي حافظ / تاجر ملبوسات/ أن تحمل الأيام القادمة المزيد من الحراك والانتعاش الى الاسواق والقطاع , مبينا أن اسرا كثيرة تفضل النزول للأسواق والتسوق للعيد واحتياجاته بعد مضي النصف الأول من شهر رمضان وهو أمر معتاد في كل عام .
بالمقابل لا يعلق التاجر عامر على الموسم المرافق لشهر رمضان الكثير من الأمل على الفترة القادمة لبدء الحراك في الأسواق , مضيفا كلنا يعلم ما يعانيه المواطنون من ضغوطات كبيرة لتزامن ثلاثة مواسم في فترة أقل من شهرين فالموازنات استنزفت خلال رمضان وبعد العيد يبدأ فورا الموسم الدراسي الذي توليه الأسر أهمية أكبر بكثير من شراء الملابس وملحقاتها للعيد .
ويرى مواطنون أن نفقات الدراسة واجبة في موعدها ولا يمكن تأجيلها فيما مستلزمات العيد وخاصة الملبوسات بالامكان الاستغناء عنها وبهذا الخصوص قال سمير طاهر / موظف / اذا فرضت الظروف المالية الاختيار بين تأمين أقساط ومستلزمات الدراسة او شراء مستلزمات العيد من ملبوسات جديدة لأبنائي , بالطبع سيكون الأهم دفع نفقات الدراسة التي تستنزف دائما جزءا كبيرا من نفقات وموازنات الأسر وعلى الأغلب لن تترك مجالا لرصد مبلغ للعيد ونفقاته .
وتتفق خلود سليمان / ربة منزل / مع ضرورة تأمين نفقات العام الدراسي الجديد والتي تتفوق من حيث الأهمية على نفقات العيد , مشيرة أن أطفالها سيصابون بخيبة الأمل والحزن لعدم الخروج الى الاسواق وشراء ملابس العيد أسوة بكل عام ولكن الظروف تجبر الأسرة على الاقتصاد في النفقات خاصة بعد الخروج من موسم رمضان ونفقاته الكبيرة للدخول في الموسم الدراسي الجديد دون فرصة لالتقاط الأنفاس وترتيب الأمور المالية .
وقال نقيب تجار الالبسة صلاح حميدان أن قرار تعديل ورفع الرسوم الجمركية المستوفاة على الملبوسات وارتفاع أسعارها نتيجة لذلك عززت في حالة الركود التي يشهدها قطاع الملبوسات , فارتفاع الأسعار لم يرغب المواطنون في الشراء خاصة في ظل تراجع القدرة الشرائية لديهم بعد مواسم متتالية استنزفت موازناتهم بالكامل .
وأشار ان اسعار الالبسة مرتفعة حاليا وستبقى مرتفعة خلال موسم الشتاء القادم أيضا وذلك لان تغير احتساب الرسوم الجمركية على الالبسة سترفع من قيمتها على التجار الذي سيقوم بزيادتها على المواطن , موضحا ان أنواع من الالبسة التي يتعامل معها الغالبية العظمى من التجار زادت الرسوم الجمركية بنسبة 80% وهذه الزيادة ستدفع التجار الى زيادة سعر البضائع في الأسواق .
وقدر حميدان زيادة الكلفة على الملابس بنسبة تبلغ 20% تقريبا والتي ستشمل موسم الأعياد والشتاء القادم , معتبرا هذا الارتفاع الناجم عن زيادة الرسوم الجمركية بالغ الضرر على التجار وعلى المواطنين الذين يعانون أصلا من ضغوطات مالية لمواسم صعبة متلاحقة .
وذكر أن مخاطبات عديدة تمت بين نقابة تجار الألبسة والجهات الرسمية المعنية لترتيب لقاء لمناقشة القرار الذي يرفع من الأعباء والضغوطات على التجار والمواطنين على حد سواء , مضيفا لا زلنا بانتظار الرد لعقد اللقاء المرتقب
المفضلات