[align=center]
*** مخــــــــاوف النســـــــــــــــاء ........ !!! ***
الخوف.... كينونة لا تغيب عن النفس البشرية... أعلاه خوف من مجهول وادناه تخوف من تماهي الاحتمالات، بين الخوف.... والتخوف يستكشف الانسان تصاريف القضاء والقدر... هكذا صار الخوف جزءاً من احاسيس الانسان...وجزءاً اساسياً تفشل كل محاولات اخفائه.
من ماذا تخاف النساء... ما دام الخوف جزءاً أساسياً من كينونتهن وأحاسيسهن؟! ''الخوف مكون أساسي من مكونات المرأة.... القلق شعور طبيعي يراودها في كل الاحيـــان '' هذا ليس قولا من عندي أنه تشخيص الطب النفسي.... لذا تتضاعف مشاعر الخوف عند النساء... وتتعدد أسبابه ، وتحتد معاركه عند حاجز النصف الثاني من العمر، البعض يرى ان أول ملامح الخوف انما ترسمها تجاعيد تقول ان عناصر الجمال بدأت تنهار.... والجمال عنصر أساسي في حياة المرأة...اذن بدأت حياتها تنهار.
بيد ان معارك النصف الثاني من العمر التي يصنعها الخوف عديده هناك سن الاياس.... العنوسة.... المستقبل... الفقر... الوحدة.... الخيانة الزوجية... المرض... الفشل المهني... غياب الانجاب.... الحاجة للاخر.... واخيراً وليس آخرا... العجز هذا الذي يقلق المرأة باصرار ملح.
الا ان هناك ايجابيات لكل هذه السلبيات عند بعضهن ، لعل أقلها ان مثل هذه الاحاسيس تستنفر في المرأة السلوك الدفاعي وتجعلها يقظة متحفزة حكيمة تبحث عن معالجات لكل الاحتمالات.
يؤكد استطلاع سريع للرأي هذا كله فحين سئلت فنانات شهيرات عن مخاوفهن في الحياة كان المتوقع ان يشغلهن جمالهن الا ان هذا لم يكن... احداهن قالت : '' ترعبني كلمة بكرة '' ، هكذا هي تخشى الغد.... تخاف الغيب... لا تأمن مكر الايام... اخرى اكدت انها لا تخشى التجاعيد فالطب غدا قادر على مواجهتها... لكنها تخاف بشدة من '' احتمال ضياع النعمة ''.... هي تخاف الفقر والعوز والحاجة والعجز... وحين تكلمت عارضة ازياء سابقة اعلنت ان اشد مخاوفها انما ياتي من ذبول الشباب وضياع الجمال وظهور التجاعيد وعلى هذا النسق توالت المخاوف.
هذه النماذج تقدم الخطوط الاساسية لخريطة الخوف عند المرأة عادية كانت أم مشهورة... انها مخاوف ليس لها علاقة بالحاضر ، لكنها تطال المستقبل ، وتنطلق اما من ابعاد مادية... او اجتماعية.... او بنيوية.... وطبيعة هذه الابعاد معروفة لا تحتاج الى تفصيل ، لكنها قائمة نادراً ما تغيب عن كينونة امرأة... ايا كان موقعها في الحياة.
هل يمكن للمرأة ان تتخلص من هذه المخاوف ؟ سؤال لا يفتأ يتردد في اذهان الكثيرات... للأسف فان علم النفس يرى ان لا فك ارتباط بين المراة والمخاوف سواء كانت عادية تقوم مخاوفها على غيبيات المستقبل ام امرأة شهيرة تخشى ضياع مقومات شهرتها.
هكذا... يا سيدتي : اذا كانت التجاعيد هي همك ومصدر خوفك ، فاطمأني ولا تخافي الطب يعالجها ، رغم انها ان بقيت فهي اوسمة نبل تزين وجهك الصبوح ، تحكي انجازات حياتك واذا كانت مخاوفك تأتي من غير هذا مما يشغل بال الكثيرات فاعلمي يقيناً ان الله عز وجل سيد الغد ومالك والمستقبل فلا تشغلي نفسك بما ليس بيدك قدرة عليه.... استمتعي بجمال الحاضر ايا كان شكله... إعملي.... إنجزي... تأقلمي مع الواقع... عيشي لحظة الان فانها لن تعود ثانية... لا يقلقنك الخوف فقد اجمع علماء النفس على انه - الخوف- جزء ثابت من بنية '' النفس البشرية '' كل نفس بشرية وهو يقوم على اسانيد التراث التاريخي ،صنعته ظروف صار فيها الرجل هو '' السيد'' المطلق في حياة الاسرة، اليست هذه الحقيقة هي التي جعلت أول خوف يسكن وجدان المرأة... الخوف من الرجل ؟! يبقى السؤال : تُرى هل هناك مخاوف تنتاب الرجل... وما هي ؟
المصدر
جريدة الراي الاردنية
سهى حافظ داود طوقان [/align]
المفضلات