الأستاذ/ ضياء الدين بلال
السلام عليكم
فيما يلي نص التعليق الدي أود أن تنشروه تبعا لما ورد في صحيفتكم الغراء بتاريخ اليوم العاشر من أكتوبر من عام عشرة والفين من تلخيص لحوار إجتماعي كانت قد اجرته معي صحافية شابة قبل حوالي الشهر.
• إن الدافع الرئيس وراء موافقتي على إجراء اللقاء كان التعاطف والدعم لصحافية شابة في مقتبل عمرها تسعى لإجراء حوار اجتماعي بسيط عن الوالد وتريد أن يعرف القراء الجوانب الاجتماعية وغير المطروقة عن شخص الشيخ الدكتور الترابي ولللأسف فقد عاملت الشابة بكل لطف وحسن نية ولم أرد لها سؤالا لاعتباري لمهنية صحيفتكم وتاريخها ونسبة لأن صحافيين من طرفكم قد أجروا معي حوار سابق حين اعتقال الوالد الأخير وهو حين أخدت الصور التي نشرت مع الحوار موضوع التعليق ثم نشروه بكل أمانة ومهنية رغم مخالطته الكثيرة للأمور السياسية الحساسة.
• أول ما لفت انتباهي والكثيرين أن عبارة مبتورة من جزيئة صغيرة من حوار إجتماعي مع شخصي الضعيف برزت في صدر الصفحة الأولى تعلو تصريح وزير الدفاع بنفسه وكأن السودان لا يحدث فيه أمر أهم من مواقف إبنة الترابي من فتاوى والدها، وكلنا يعلم أن في البلاد من الأمور الجليلة ما أهو أولى بالإهتمام والإثارة.
• جميع العناوين الرئيسية والجانبية حتى في الحوار الداخلي جاءت مبتورة ومثيرة لا تعطي القاريء العادي إلا انطباعات تنقص وتقلل من قدر الوالد الكريم ان لم تشوه سمعته بالفعل. فإن كان ما حدث وراءه حسن النية فهو من باب الإثارة وعدم المهنية الصحافية التي لا تليق بمقام صحيفتكم الوقورة ولا قراءها الكرام وإن كان الضرر مقصودا فحسبي الله ونعم الوكيل.
• إن أردت الحديث عن الفتوى موضوع الإثارة فهي رؤية فقهية معروفة وقديمة للشيخ الترابي وأوردها من قبله ومن بعده آخرون قُصد بها التوسيع على المسلمات اللائي يعشن في غير ديار المسلمين وهنالك الكثير ممن يدافع عنها ويدعمها أو يفندها ويرفضها شأنها شأن أي رؤية فقهية ويرجع أمر الأخذ بها أو ردها للتقدير الشخصي. إن كل ما أردت أن أقوله ولا أنكره ردا على الأسئلة المشتقة في الحوار أن الشيخ ليس بالشخص المتناقض وإن وقف موقفا فهو يتحمل مسئوليته ولو على نفسه وكذلك أنا بوصفي ابنته وتابعته في آرائه الفقهية لا توجد لدي مشكلة مع مبدأ زواج المسلمة من الكتابي وهذا من باب تأكيد المباديء فعندما قال صلى الله عليه وسلم أنه : " لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها" ما كان لصحفي لو تواجد في ذلك الزمان أن يكتب في الصحف أن الرسول الكريم سيقطع يد ابنته! وما كان لفاطمة أن تسرق أصلا ولكنه قالها لدعم المبدأ وإحقاقه.
• من البديهيات أن أمر زواج أي شخص من أي كائن كان هو من الخصوصيات وأمر يتعلق بالأوضاع العقائدية والإنسانية والظرفية للشخص المحدد ومهما تحدث فيه المجتهدين على الصعيد العقائدي أو العلمي أو الاجتماعي فلا يقصد بحديثهم إلا إقرار المباديء التي يؤمنون بها .
• هنالك الكثير من المسلمات حديثي الإسلام من المتزوجات أصلا بكتابيين أو من المسلمات اللائي لا يجدن فرصة في الزواج من رجال مسلمين تؤثر مثل هذه الرؤي على خياراتهم ويجدن فيها متسعا وأود أن أورد هنا وللحقيقة أنني في أول مرة أسمع الترابي يتحدث عن رؤيته تلك كان في الولايات المتحدة الأمريكية في بداية التسعينيات من القرن الماضي عندما سألته مسلمة أمريكية حديثة العهد بالإسلام في أنه هل يتوجب عليها أن تفارق زوجها ووالد أبناءها الكتابي رغم أنه ما كان يفرض عليها أو على الأطفال توجهه الديني المسيحي وكان زوجا صالحا بالمعايير الإنسانية فرد عليها الشيخ بأنه لا يرى مانعا من أن تظل معه فربما هداه الله للإسلام أو على الأقل ضمنت استمرار حياتها معه في سلام وأنشأت أولادها في أسرة متماسكة وربتهم على الإسلام ثم رد لها الترابي الخيار الأخير كعادته في التداول حول مثل هذه الأمور الشخصية.
• من اللازم هنا أن أوضح وللأمانة أنني ما حدث وأتيت الوالد سائلة عن رأي فقهي في أمر خلافي عام أوخاص بأمور النساء كالزواج والطلاق والزي وخلافه إلا أن قال لي رأيه واتبعه بطلبه اللحوح لي بأن أقصد الكتاب والسنة وماورد من سوابق اجتهادات وفتاوى في الموضوع فأقرأ وأفكر وأرى ما يناسبني ويطمئن له قلبي فآخد به ودائما ما يقول بالحرف لماذا لا تتفقهن وتجتهدن انتن النساء فيما يخصكن من أمر الدين وتتركن المجال للرجال وحدهم.
• كثير مما ورد من ردود في ما يخص شخصية الوالد تم إخراجه من محتواه وعرضه بصورة تنافي المنطق السليم وهنالك تفاصيل كثيرة أٌُغفلت في الكتابة لا آبه كثيرا للرد عليها وتفنيدها بالتفصيل - لأنني أنتمي لأسرة تعودت على بلاء العدوان والاعتداء – بل احتسبها، وأسأل أن تكتب لي في ميزان الحسنات إن كان قد أٌُريد بها سؤا أما الوالد فهو بلا شك من أكثر ممن تحملوا مثل هذه البلاءات من أعلام السودان والإسلام.
• إن كان لي ما أضيفه في نهاية هدا المقال الذي فرضت علي الظروف كتابته رغم حرصي الشديد على النأي عن الأضواء عموما وأضواء الإعلام خصوصا ، فهو أن دافعي للكتابة هو حرصي على تجلية المواقف والنظر لها من غير إثارة مستفزة أو تسفيه مخل.
• سؤال أخير أساله لصاحب/ صاحبة الإخراج الصحفي: لمادا اخترتم بالتحديد اليهودي وليس الكتابي أو المسيحي مثلاً؟؟
المفضلات