عمان - طارق الحميدي - عادت الحياة في وسط العاصمة (البلد) الى وضعها الطبيعي في ايام الجمع أمس، في ظل عدم خروج اية مسيرات، على غير العادة منذ أكثر من ثمانية اشهر تقريبا.
وفي مشهد لم يعد مألوفا خلال الشهور الماضية ومنذ بدء الحراك الاجتماعي والسياسي في الأردن بدا شارع الملك طلال وشارع الملك فيصل وبقية شوارع وسط البلد مكتظة بالحركة التجارية وأمها المتسوقون من مختلف الجبال المحيطة بها.
فقد دبت الحياة في وسط البلد مبكرا حيث فتحت المحال أبوابها برغم وجود الحواجز الحديدية التي تضعها دائما الجهات المعنية لحماية المتظاهرين والمشاركين في المسيرات وسط الشارع.
وفي شارع الملك طلال وعلى بعد أمتار من المسجد الحسيني علت أصوات الباعة على غير العادة حيث نادت لترويج بضائعها في مشهد اختفى منذ وقت طويل بعد أن اعتاد المواطنون على أصوات السماعات والمكبرات التي يصدح بها المشاركون في المسيرات.
بائع ينادي على الخضار والفواكة بينما اصطفت أشكال مختلفة من بضائعة على جانب الرصيف, وآخر يحث المارة على شراء بضائعة وهي ملابس قطنية محاولا إقناعهم بأنها الأفضل في السوق, وثالث يسمي أنواع العصير المختلفة التي يعرضها على بسطته مؤكدا أنها وحدها من تطفئ لهيب الحر.
ووسط هذه الحركة شهد شارع الملك طلال حركة متسوقين كثيفه مما اضطر كوادر أمانة عمان إلى إزالة الحواجز الحديدية التي وضعت في محيط الشارع لحماية المتظاهرين من أجل أن تتسع المساحة بشكل أكبر للمتسوقين.
قال أحد أصحاب المحال التجارية المتواجدة في منتصف شارع الملك طلال محمد الحلو « لم أكن أعرف أنه لا توجد مظاهرة أو مسيرة اليوم ولكنني عادة أنتظر حتى بعد ساعات العصر حتى تبدأ الحركة التجارية إلا أنها في هذه الجمعة بدأت مبكرا بسبب عدم وجود المسيرة».
وقال الحلو بينما كان يتحدث على عجل بسبب انشغاله مع الزبائن «أتوجه بالشكر للأشخاص الذين قرروا تأجيل مسيرة اليوم حتى يتسنى لنا أن نمارس عملنا التجاري ولو لجمعة واحدة حتى نعوض ما فاتنا خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية صعبة».
من جانب آخر قال أحد أصحاب البسطات ربيع أنه تفاجأ أيضا بعدم وجود المسيرة مؤكدا أنه كان ينتظر انتهائها من أجل أن يبدأ بفرد بضائعة قبل أن يعلم أنه لا يوجد احتجاج اليوم ليبدأ على الفور نثر بضائعة على جانب الطريق.
وبين الشاب العشريني أن خلو وسط البلد من المظاهر الاحتجاجية منحهم فرصة ممارسة أعمالهم التجارية على غير المعتاد مؤخرا خاصة منذ اشتعال الحراك الاجتماعي منذ بداية العام الحالي.
وقالت سيدة كبيرة أن أحد أبنائها هاتفها على المنزل وأخبرها بعدم وجود مسيرة لتهم بالخروج فورا من منزلها الكائن في جبل التاج لحاجتها لشراء بعض اللوازم المنزلية حيث كانت تنتظر ساعات المساء للقيام بذلك.
واقترح أحد أصحاب المحال في شارع الملك طلال ويدعى محمد البطوش أن يتم توزيع أماكن المظاهرات كل أسبوع في مكان حتى لا يتسبب بالضرر لمنطقة واحدة في مراعاة للمواطنين.
وقال أنه بالامكان اللجوء ايضا لمكان لا يعيق الحركة التجارية وأن يكون ساحة مثل ساحة النخيل أو أي ساحة أخرى واسعة وتستوعب أعدادا كبيرة من الناس يتم تنظيم كافة والمهرجانات والخطابات واللقاءات فيها.
وأكد أن مثل هذه الاقتراحات من شأنها أن توصل رسالة المحتجين دون أن تسبب بالضرر للمواطنين أو للأشخاص الراغبين في ممارسة أي نشاط سياسي مرخص.
المفضلات