COLOR="Purple"]بحب ماما أكثر من بابا، لاتصرخ في وجهي و تسمح لي باللعب على الكمبيوتر.. بابا بحبه أكثر''شوي '' من ماما لأنو بيدللني كتير ... لا لا انا بحبهم زي بعض بعدين بيزعلوا مني و هيك بتحكي الاغنية ...) ردود بعض الاطفال لدى سؤالهم '' مين بتحبوا اكثر ماما ولاّ بابا ''..!!
وبرغم ان الهدف منه ليس عمل مقارنة بين الآباء والأمهات ، غيرأن طرح مثل هذا السؤال كثيرا ما يوقع الصغار في حيرة وحرج ، ومنهم من يحاول انتقاء إجابة ترضي كلا الطرفين ''الاب والام''، فيما يلتزم آخرون الصمت للحظات ، يحدقون في وجوه من حولهم قبل إطلاق اعتراف مدو يحث عليه بعض الاقارب والاصدقاء وربما الأبوين انفسهم من باب الدعابة والاستظراف او استفزاز الطرف الآخر بخاصة اذا رافق ذلك وعود بمكافأة مجزية !
وعبرمهمة ليست سهلة، تضطره لتحديد موقفه والاعلان بسرعة عن المشاعر التي يحملها تجاه أحد أبويه، يحاول الصغير أن يناور بدهاء عبر إجابة محايدة مثل : ''بحبهم متل بعض'' أو ان يرجح كفة أحدهما على الآخر في ديبلوماسية ذكية تسعى لحصد منسوب اكبرمن المكتسب في التدليل او عدم معاقبته مهما كان الذنب الذي يقترفه فيقول: '' بحب ماما اكتر شوية من بابا لان بابا بيضربني و.. ..اوربما عكس ذلك تماما ''..
ومن خلال تقليد شائع يفترض ان يكون هناك حب لشخص اكثر من غيره حتى لو كان احد الوالدين ، يقع الطفل فريسة ثقافة تكرس ''الواحد'' عاطفة ورؤية وسلوكا ، لتكون ''ولاّ'' ثغرة يعزز من خلالها الابوان نواياهم واتجاهاتهم وافكارهم في علاقتهم بالاهل والاقارب والاصدقاء ، لانها لاتكون بين الاب و الام دائما ، فقد يتبع ذلك افراد الاسرة كالجدة والخال و العم و الخالة مثلا ، والمفاضلة بين هؤلاء كثيرا ماتتسبب في خلافات اذا ما تم اخذ رأي الصغيرعلى محمل الجد ، الامر الذي يشعره بالارتباك بل انها تضعه في مأزق صعب .!
الاجابة المعلقة أفضل في الرد على هذا السؤال ، وجهة نظر يطرحها البعض ،ومن خلال تجربة يقول ''حكيم 44عاما ''.. كثيرا ماكان يستفزني سؤال احد اقارب ابي:'' من تحب اكثر بابا والا ماما ياشاطر؟ ولأنني اعرف انه هو بالذات يريدني ان اختار ابي ، كنت اقول احبهما الاثنين واحب الشيكولاته والملاهي والايس كريم ، وأبدأ في سرد قائمة بالاشياء التي احبها...كنت حينها في التاسعة من عمري .لكن ما حدث معي قبل أكثر من ثلاثة عقود مايزال يتكرر ، مايزال هناك من يسأل ذات السؤال الذي لم احبه اطلاقا .. طلبت من ابنائي الا يجيبوا عليه حتى لو كنت انا او امهم من بادرهم به. ..!!
وتضيف ''فاتن 39عاما '': من الصعب ان انسى ذلك السؤال الذي كان يوجه الي من كثيرين ..اقارب واصدقاء الاسرة ، الجميع يحثني على الجرأة في اختيار احد الوالدين لاقول بانني احبه اكثر من الاخر، وهناك من كان يعدني بلوح من الشيوكولاته اذا أجبت دون خوف او تردد ..لكني كنت اقول بانني احبهما الاثنين بذات القدر. اجابة متوازنة كانت تجد ترحيبا من كليهما ، حتى ان امي سرعان ماكانت تعانقني وتقبلني فرحة بأنني احبها برغم أنها تكون عاقبتني للتو من خطأ ارتكبته.
ويحكي ''موسى 34عاما '' تجربة مختلفة ويقول : ورثت الكثير من ملامح ابي ، لكن أخي كان يشبه امي الى حد كبير..وبرغم ان كثيرين ممن كانوا يوجهون ذات السؤال إلينا نحن الاثنين ، يتوقعون ان اقول مثلا احب ابي لاني اشبهه ؟، او ان يقول ''هو'' احب امي لاني اشبهها ، غير ان ردنا كان دائما متوازنا ''نحبهما بذات القدر''. فقد كنا نعرف دور كل منهما الكبير في حياتنا . فنحن لانساوي شيئا بدونهما ..الاهم ان اجابتنا كانت تلقى الرضا من كليهما ، وهذا هو الاهم في علاقتنا بهما ، والتي نحاول ان تترسخ لدى الابناء في المستقبل ، فحب الابناء للاباء يجب الا يكون عرضة للمساومة اطلاقا حتى ولو من باب ''التنكيت ''...
وتحذر دراسات من تأثير هذه الاسئلة على نفسية الطفل ويتساءل مختصون لماذا يصر البعض على طرحها ''؟و لماذا لايترك للصغار حرية حب كل الاشياء والاشخاص ؟، ولماذا يجب ان نحدد لهم دائما ان هناك من يجب ان يفضلونه اكثر؟ ولماذا ندفعهم الى تعامل خاطىء لمفهوم حب من حولهم من الاشخاص والاشياء ولماذا لاتكون صيغ الجمع هي السائدة ؟ ولماذا..؟ [/COLOR]
المفضلات