بقلم / فؤاد شاهين
أربعون عاما ونيف من الأحزان والآلام عمت مناكبك يا أمنا الطيبة .. أربعون عاما من جراح غائرة حتى الفؤاد يانبض الفؤاد ..
أربعون عاما ووفيت بعام من القهر لأبنائك وسلب لخيراتك وتدنيس لصعيدك الطيب الطاهر..نعم ياأمنا الصابرة ..
نعم ياأمنا الرؤوم ..إنها جذوة يا أماه بين الجوانح يذكيها الألم وأحزان تتجافى لها المضاجع .. وصدى من أنينك الحزين ينادي فتسهد المآقي وتنحدر علي نبراته العبرات منسكبة على وجنات طالما قبلتها ودفئها بأنفاسك ألعبقه النديه ..
نعم أيتها الجميله البهيه .. نعم يا حسناء الدنيا وبهجة القلب والروح أنها سنين طويله ملبدة بغيوم عقيمة حجبت بهاء شمسك ..ورياح مجدبه أطفأت ربيعك الزاهر..وخريف مقفر باهت رسم على محياك المثقل بالأوجاع والآلام خطوطاً حزينة تراها الأعين العمياء.. ياسيدة الاراضين لقد بلغ صدى أنينك جذوات القلوب فاشتعل الجمر بين الجوانح وغلى الدم في العروق فانفجرت القلوب تقذف بنار حممها على من أحزنك وأبكاك..
انفجرت القلوب يانبض القلوب ترمي بحممها على من دنس وجهك الطيب الندي .. انفجرت القلوب ياسيدة القلوب ترمي بنار غضبها على من نكل بأبنائك ويتم أطفالك ودنس حرماتك هاهم أبناؤك يسمعون النداء فينتفضون أسودا كواسر ترتعد لهم فرائص المتألهين وعبدة الشياطين .. هاهم أبناؤك الذين اقتسموا معك الحزن والدموع يرفعون كؤوساً من حنظل ليتجرع مرها من جرح فؤادك ..
هاهم فلذات الأكباد يسقون بدمائهم الزكيه صعيدك الطيب الطاهر فتتدفق الحياة إلى محياك البهي فتشرق شمسك الدافئة لتقبل جنائن وردك فيفوح عبير عطرك مبشرا بربيع لم تطعميه منذ أزمان ..
نعم يامليكة القلوب هاهم أبناؤك فتية أمنوا بربهم فزادهم هدى وربط على قلوبهم فتسابقوا يهدون إليك ربيع أعمارهم ليضمهم ثرى أحضانك العبق الندى بعد أن قدموا لك كأس الحياة لتسقى منها شربة هنيئه لن تضمئى بعدها أبداً..
أرواحهم فقري عينا فهى هناك عند من يباهي بهم الملائكة في عليائه حيث تفتح لهم أبواب الخلود الثمانية ويقال لهم سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ..
نعم يا أم .. طيبي نفساً َإنهم هناك عند ربهم يرزقون .. إنهم عند الذي وسعت رحمته كل شئ فبرحمته يا أماه نصبر على فراق الأحبة وبذكره تطمئن قلوبنا وبحبه تصفى نفوسنا و إليه تشرئب أعناقنا وبعزته ترتفع هاماتنا وبحبله نعتصم فنحيا وننتصر.
التاريخ : 2/9/2011
المفضلات