تساءل تقرير أوردته صحيفة أميركية عمن يقف وراء التحالف الذي يؤيد ترشيح ابن الرئيس المصري حسني مبارك للرئاسة.
وقالت لوس أنجلوس تايمز إن التحالف الشعبي لدعم جمال مبارك شن حملة لتأييد ترشيحه بانتخابات العام المقبل. لكن ملايين المصريين كانوا يتساءلون عن القوة الحقيقية التي تقف وراء هذه الحركة.
فقد شهد الشهر الماضي بداية جهود لتعزيز سمعة ابن مبارك الأصغر من قبل أعضاء التحالف الذين غطوا الجدران بعشرات الملصقات لصورته، وعليها شعارات تحض الابن البالغ الـ 47 عاما على أن يسير على درب أبيه.
ومع ذلك فقد جادل محللون دوما فيما إذا كان رئيس المكتب السياسي بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم يتمتع بأي تأييد شعبي بين المواطنين العاديين منذ تقديمه للساحة السياسية كوريث محتمل لوالده عام 2000.
وكان الخوف المتنامي من خطة خلافة محتملة تمكن جمال مبارك من تولي الرئاسة عام 2011 سببا آخر للسؤال عمن يقف فعلا وراء هذا التحالف.
وهنا سارع المتحدث باسم الوطني الديمقراطي د. علي الدين هلال لنفي أي علاقات بالحملة مؤكدا أن الحزب لا يقر ولا يمول التحالف الذي يترأسه ناشط مستقل اسمه مجدي كردي.
لكن بعد أسابيع قليلة زعمت إجلال سالم مساعدة منسق التحالف أن مسؤول لجنة سياسات الوطني رجل الأعمال إبراهيم كامل موّل الحملة بنحو 350 ألف دولار. فقرر أعضاء التحالف مقاضاتها لمحاولة الاشتهار على حساب التحالف وتشويه صورة الحملة.
ثم أشعل هذا الزعم تلميحات بأن عددا من رجال الأعمال والسياسيين داخل الحزب حريصون على تثبيت جمال بوصفه الرئيس القادم لأن أيديولوجيته المالية تخدم مصالحهم الشخصية.
"
الحملة بادر بها عدد من رجال الأعمال الذين يخشون تدهورا في صحة مبارك ويعتقدون أنه من الأفضل التسريع بخلافة جمال بينما ما زال أبوه حيا
"
مصطفى كامل سيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة مصطفى كامل سيد "أعتقد أن هذه الحملة بادر بها عدد من رجال الأعمال الذين يخشون تدهورا في صحة مبارك ويعتقدون أنه من الأفضل التسريع بخلافة جمال بينما ما زال أبوه حيا".
وقال المحلل السياسي والكاتب سلامة أحمد سلامة إنه يعتقد أن الحزب الحاكم يمكن أن يبارك سرا الحملة المؤيدة لجمال. وأضاف "المقصود من الأمر كله أن تبدو الحركة وكأنها على مستوى القاعدة الشعبية، لكن بصمة الحزب الوطني الديمقراطي بارزة".
صراع داخلي
وأشارت الصحيفة إلى أن البعض ينظرون إلى التحالف الوليد على أنه علامة على الصراع الدائر داخل الحزب الوطني نفسه الذي لم يتوصل أعضاؤه بعد إلى إجماع على ترشيح مبارك الابن المحتمل.
وقال المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية عمرو الشوبكي إن الظهور المفاجئ للملصقات يمكن أن يكون نافذة إلى المعركة التي تدور رحاها داخل الحزب الحاكم. وأضاف أنه إشارة إلى أن مسألة ترشيح جمال لم تحسم داخليا.
وقالت الصحيفة إن عدم اليقين بشأن جمال سُلط الضوء عليه عندما نُقل عن رئيس الوزراء أحمد نظيف ذات مرة قوله إن النظام السياسي المصري لم يقدم بديلا صالحا لحسني مبارك.
وأشارت إلى أن الأمين العام للحزب الحاكم صفوت الشريف أكد يوم الأحد الماضي أن حسني مبارك هو مرشح الحزب الوحيد لانتخابات العام القادم.
وقال المحلل السياسي ضياء رشوان إنه على قناعة بأن فصل القول بخصوص ترشيح جمال سيأتي من أبيه. وأضاف أن الأخير حذر ويعلم أن منصب الرئيس يخضع لقوى داخل مؤسسات الدولة بما في ذلك المؤسسة العسكرية.
واستطرد رشوان أن هذه الحملة موجهة في الأساس إلى الرئيس لإقناعه بأن ابنه يتمتع بشعبية، وأنه ليس هناك ضير في أن يكون مرشحا رئاسيا.
يُشار إلى أنه يتعين على حسني مبارك (82 عاما) أن يعلن ما إذا كان سيترشح في الانتخابات القادمة، لكن القرار النهائي كما يقول مسؤولو الحزب سيتحدد قبل يونيو/ حزيران.
وختمت الصحيفة بأن المخاوف على صحة الرئيس قد زادت منذ خضوعه لعملية إزالة المرارة بألمانيا في مارس/ آذار.
المصدر: لوس أنجلوس تايمز
المفضلات