تغطي مرحلة المراهقة جيل 12-21 سنة، وتقابلها مرحلة المدرسة الإعدادية والثانوية.
وهي مرحلة هامة في حياة الفرد ولها تأثيرٌ في مستقبله وعائلته، حيث نلاحظ أن هناك فروقاً بين المراهقين، فتختلف وتتعدد مشاكلهم، حتى وصفها كثير من العلماء على أنها مرحلة عاصفة يمرّ بها الفرد. تجد كثيراً من المراهقين يدخنون أو يشربون الكحول أو يمارسون الجنس قبل الزواج أو يحدث انحراف الأحداث مثل إساءة التصرف مع المعلمين أو الطلاب الآخرين أو الهروب من المنزل والتهديد، وأحياناً نرى أن أحلام المراهقين غير منطقية.
أهم مشكلات المراهقين
1- التدخين: فالمراهق غالباً يعرف أضرار التدخين ويسمع عنها، لكنه يستمر في التدخين لعدة أسباب، منها حب الاستطلاع وضغط من الأصدقاء وتقليدهم أو تقليد الوالدين أو تقليد ممثل أو مطرب معين. يستمتع المراهق بالتدخين، ومنهم من يراه على أنه دليل للنضج والرجولة، رغم أضراره كأمراض القلب وسرطان الرئة والفم، وغيرها.
2- الإدمان الجسدي والاعتماد النفسي: حيث يبدأ المراهقون بتناول المنشطات أو المهدئات اعتقاداً منهم أنها تجلب السعادة وحب الاستطلاع، والاعتماد على السمو يعني رغبة الفرد في إعادة استعمال المادة السامة، والإدمان الجسدي هو تعوّد الجسم على المادة السامة والرغبة في زيادتها كل مرة.
3- الكحول: إستعمال الكحول مشكلة يجب الانتباه إليها. فكثير من المراهقين يشربون الكحول من أجل الشعور بنسيان المشكلات وللجرأة، إلا أنها لها تأثيرات خطيرة في الجهاز العصبي، حيث يشير شيفر وملمان (1989) إلى أنّ من مخاطر شرب الكحول زيادة حوادث الطرق وضعف البصر، وأن ثلث حالات الانتحار والقتل لها علاقة بالكحول، كما يؤدي إلى مشكلات مثل ضرب الآخرين وتحطيم الأشياء أو الاغتصاب دون الشعور بما يحدث.
4- مشكلات الطعام: ومنها الشّره أي الزيادة والإفراط في تناول الطعام، وكذلك فقدان الشهية أي عدم الرغبة في الطعام. فالشراهة تؤدي إلى زيادة حادة في الوزن، وفقدان الشهية يؤدي إلى نقص الوزن بصورة حادة. وتعتبر اضطرابات الطعام من المشاكل البيولوجية والنفسية التي قد تؤدي إلى الموت في بعض الأحيان.
5- الأمراض الجنسية: تعتبر الأمراض الجنسية في مرحلة المراهقة خطيرة جداً. إذ تشير الدراسات إلى أن هناك ثلاثة ملايين من المراهقين في الولايات المتحدة يصابون بالأمراض الجنسية مثل الإيدز، أما في مجتمعنا فهناك نقص في الدراسات والوعي في هذا الموضوع، فلا بد من توعية الأهل والمراهقين بخطورة هذه الظاهرة.
6- الاكتئاب: الاكتئاب عبارة عن مشاعر الحزن واليأس وعدم الرغبة في ممارسة الأشياء. وهو يزداد في مرحلة المراهقة حيث نشهد عدم المبالاة ونقص الدافعية والتشاؤم وخاصة عند الإناث.
7- الانتحار: الاكتئاب الشديد والمعاملة الوالديّة القليلة التي لا تسمح للمراهق بالتعبير عن مشاعره قد تؤدي إلى الانتحار، وكذلك الظروف النفسية والأمراض النفسية ووجود وسائل مميتة مثل السلاح أو السموم.
الوقاية
نلاحظ أن هناك مشكلات عديدة في مرحلة المراهقة يجب الانتباه إليها والوقاية منها، وذلك عن طريق العوامل الآتية:
1- وجود جوٍّ أسريّ يدعم المراهقين ويسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم، فإذا لم يسمحوا له بذلك وشعر أنه غير مرغوب فإنه سيجد أصدقاء سوء هم الذين يدعمونه ليتأثر بهم.
2- توجيه المراهقين وتوعيتهم بمخاطر التدخين والكحول والمخدرات وأساليب الوقاية منها، وذلك ومن خلال المدرسة والأهل والمساجد والإعلام والصحف.
3- للأصدقاء الدور الأكبر في هذه المرحلة في التأثير في سلوك المراهق، فيجب على المراهق اختيار أصدقاء ملائمين سلوكهم جيد، والابتعاد عن أصدقاء السوء.
4- على المدرسة والأهل فهم الحالة العاطفية التي يمرّ فيها المراهق.
5- على المراهق أن يعرف أنه إذا جرّب السموم والكحول والتدخين وكل المخدرات لأول مرة فإنه سينجذب إليها دون أن يشعر بذلك أنه بات مدمناً.
6- على السلطات سواءً حكومة أو بلدية أو وزارة أن تعمل على تجهيز أبنية ونوادٍ رياضيّة وفنيّة للمراهقين من أجل قضاء أوقات الفراغ.
7- للدين دور هام في التقليل والحدّ من مشاكل المراهقين كالاكتئاب والكحول والمخدرات والأمراض الجنسية، حيث تشير كثير من الدراسات إلى أن المتدينين يعانون من هذه المشاكل أقلّ من غيرهم.
8- يحاول المراهق في هذه المرحلة معرفة نفسه وميوله ورغباته وتوجّهاته للمستقبل، لذلك عليه أن يجرّب الأدوار؛ كأن يعمل مثلاً كطبيب أو معلم في تمثيل الأدوار أو ينظر إليهم كيف يعملون، لكي يكوِّن أهدافًا واقعيّة وإيجابيّة.
9- في حالة شعور المراهق بوجود إحدى هذه المشكلات يجب عليه أن يقوم بالفحوصات اللازمة بدلاً من الخوف من التعبير عن هذه المشكلة، وكذلك طلب الرعاية الطبية أو الاستشارة النفسية إذا شعر المراهق بالانجذاب إلى هذه المشكلات وعدم السيطرة على رغباته.[/color]
المفضلات