أرحنا بها يا بلالا
د. ايمن حتمل
الصلوات الخمس أساس الدين وعماده يجب المحافظة عليها، وعدم تأخيرها عن وقتها وخاصةً صلاة الفجر، فالكثير منا يتهاون عن أدائها في وقتها بسبب النوم أو الإنشغال بأمور الدنيا لهذا لابد من مجاهدة هوى النفس حتى نستطيع إرضاء ربنا وأداء الصلاة في وقتها وان نسعى إلى الخير ونتسابق عليه ورحم الله أقواماًَ نصبوا أبدانهم لخدمة مولاهم، وكابدوا العبادة حتى استمتعوا بها . قال الله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) (العنكبوت:69) ، قال عمر بن الخطاب لمعاوية بن خديج: لئن نمت بالنهار لأضيعن رعيتي، ولئن نمت بالليل لأضيعن نفسي ، فكيف بالنوم مع هذين يا معاوية.
وأورد ابن كثير قولهُ : إن الصلاة من أكبر العون على الثبات في الأمر . فدلّ على أن الصلاة مما يَستعين به العبد على أعباء هذه الحياة، ولذا كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول لبلال : أرحنا بها يا بلال، فمَنْ حافَظَ على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاةٍ قبل غروبها كان من أهل الفوز برؤية الله عز وجلّ يوم القيامة ، كما قال صلى الله عليه وسلم - وقد نظر إلى القمر ليلة البدر - فقال : أما إنكم سَتَـرَون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تُضَامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاةٍ قبل طلـوع الشمس، وقبل غروبها فافعلوا . يعني العصر والفجر . متفق عليه .
قال الذهبي في السير: كان عامر بن عبد قيس يصلي من طلوع الشمس إلى العصر فينصرف وقد انتفخت ساقاه فيقول: يا أمارة السوء إنما خلقت للعبادة.
وَعَنْ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ ) . أخرجه مسلم .
المفضلات