تمكن فريق من الباحثين بكلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس بسلطنة عُمان من زراعة نبتة (ستيفيا ريبواديانا) السكرية بنجاح، وهي نبتة شبة استوائية أثبتت الأبحاث بأن طعمها أحلى بعشرين إلى ثلاثين مرة من السكر العادي، وتستخدم لاستخلاص سكر خال من السعرات الحرارية.
وقد أكدت الأبحاث أن سعراتها الحرارية تساوي صفراً ولا تؤثر على مستوى السكر بالدم، ويمكن أن تستخدم أوراقها مادة غذائية آمنة وهي مفيدة لاحتوائها على نسب من البروتينات والألياف والحديد وعناصر أخرى بالإضافة إلى فيتامينات A,C.
حيث تحتاج زراعة ستيفيا درجة حرارة (20-37) درجة مئوية، وهو ما يتوفر في نيابة الجبل الأخضر وسط عُمان الذي يتميز بطقس معتدل يميل إلى البرودة طوال العام بشكل مخالف لطقس باقي المناطق العُمانية المعروفة بحرارتها العالية.
وبدأت الزراعة التجريبية للنبتة في محطة الأبحاث الزراعية بجامعة السلطان قابوس بمسقط في كانون الثاني، وبعد نجاحها تمت زراعتها بمنطقة المناخر بنيابة الجبل الأخضر.
وفي تصريح له تحدث الدكتور سالم بن علي الرواحي الأستاذ المشارك بقسم التربة والمياه والهندسة الزراعية بالجامعة عن أهمية قطف أوراق النبتة قبل مرحلة الإزهار، والثمرة التي يرى أنها تؤثر على حجم الورقة ونسبة احتوائها على السكر.
وذكر الرواحي أن ستيفيا تنبت أصلا بالمناطق الجبلية في باراغواي والبرازيل، واستخدمت بموطنها لقرون طويلة كعشبة محلية للشاي الأخضر وعشبة مساعدة في علاج الجهاز الهضمي وتضميد الجروح الموضعية. ويعود أول حصاد لها في موطنها بأميركا الجنوبية لعام 1908، كما أقيمت مزارع لها بأميركا الشمالية عام 1921.
وحول إمكانية الاستفادة التجارية منها بالسلطنة، أوضح الرواحي بأنه إلى جانب فوائدها الغذائية ومعدلاتها العالية من السكر خالي السعرات، فقد أثبتت تجارب عديدة عدم تأثيرها على الجهاز العصبي والبولي إذا ما قورن سكرها ببعض المستحضرات المُحلية الصناعية الأخرى.
لذلك يرى أنه يمكن للجهات المختصة الاستفادة من هذه المميزات وتصنيع السكر الخالي من السعرات الحرارية (صفر سعر حراري) لتلبية الاحتياجات المحلية، خصوصا وأن السلطنة تأتي تاسعا عالميا بين الدول ذات المعدلات العالية بالإصابة بداء السكري.
وأشار الرواحي إلى أن زيادة الوعي الغذائي والاهتمام بالرشاقة عاملان مشجعان على الاستفادة من هذه النبتة، موضحا أن ارتفاع درجة الحرارة وكثافة الأشعة الشمسية المباشرة من أبرز تحديات زراعة هذه النبتة التي يمكن أن تزرع بين الأشجار وبالسفوح الجبلية والسهول الفيضية والبيوت المحمية.
وحول تحديات توطينها تجاريا، تحدث أستاذ الهندسة البيئية المساعد بكلية العلوم الزراعية بجامعة السلطان قابوس موضحا أن التوسع في أي إنتاج زراعي يحتاج لموارد مائية تفتقرها منطقة الخليج، غير أن إمكانية زراعتها تحت الأشجار لقصر طولها تعتبر عاملا مشجعاً.
كما استبعد الدكتور علي بن خميس المكتومي جدوى استخدام مياه الصرف الصحي في زراعتها، وذلك لوجود حاجز نفسي ومخاوف من استخدام هذا النوع من المياه بالمواد الغذائية المباشرة.
المفضلات