في أجواء تعيد إلى الأذهان حرب الخليج الأولى
تصعيد بين بغداد والكويت وتراشق اعلامي.. مسؤول عراقي يتهم الكويت بخرق الحدود ونهب ثروات بلاده النفطية والأخيرة تنفي
في تصعيد عراقي جديد، نقلت وكالة الصحافة الالمانية عن مسؤول امني عراقي اتهامه الكويت بخرق الحدود ونهب ثروات العراق النفطية! في حين اعتبر الرئيس العراقي جلال الطالباني انه قدم خلال زيارته الاخيرة للكويت مقترحا لحل القضايا العالقة، لكن نوابا كويتيين رفضوا! وقال ان التعويضات يجب اسقاطها.
وقال الشيخ هاشم تبينه رئيس اللجنة الامنية بمجلس الاسناد في بادية الجنوب في مدينة البصرة، "شوهد عمال نفط كويتيون وبصحبتهم معدات حفر وأبراج لاستخراج النفط الخام وهم يتوغلون داخل الحدود العراقية بالقرب من المعبر رقم 11 شمال صفوان في منطقة غنية بالنفط الخام".
واضاف "هذا التصرف خرق واضح لسيادة العراق ونهب لثرواته النفطية.. على السلطات الحكومية العمل من اجل معرفة دوافع هذا التصرف.
ونفى وزير النفط ووزير الإعلام الشيخ احمد العبدالله أمس ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من اختراق عمال نفط كويتيين تصاحبهم معدات وأبراج لاستخراج النفط الخام داخل العراق في منطقة نفطية تقع إلى الشمال من منطقة سفوان الحدودية.
وقال الشيخ احمد في تصريح لـ"كونا" رداً على الاتهامات العراقية بتوغل مجموعة من العمال الكويتيين إلى داخل العراق ان "هذا الخبر عار عن الصحة جملة وتفصيلا".
إلى ذلك، قال الرئيس العراقي جلال الطالباني ان علاقات العراق مع الكويت كانت ايجابية حتى الاسبوعين الماضيين "الا ان التصعيد الإعلامي الأخير الذي نتج من كلام غير مسؤول من قبل نواب كويتيين وعراقيين اساء لهذه العلاقات".
ونسبت صحيفة الصباح العراقية الحكومية أمس إلى الرئيس العراقي قوله "انه وخلال زيارته الاخيرة إلى الكويت أراد حل الملفات العالقة مع مجلس الأمة، وقدم مقترحا لاجراء مباحثات إلا ان المقترح رفض من قبل النواب الكويتيين ولا بد من اسقاط قضية التعويضات مع سقوط النظام المباد".
واضاف "ان الشعب العراقي شعب غني برجاله وثرواته وعندما نتخلص من الإرهاب سنخطو اميالا نحو الأمام لنحتل المكانة المناسبة للعراق، فمساعدة العراق واجب اسلامي وشرعي".
وذكرت الصحيفة نقلا عن الطالباني قوله مخاطبا المسؤولين العرب "اذا لم تعطونا لا تأخذوا منا".
وقال الرئيس العراقي في ما يتعلق بإعادة ترشيحه لمنصب الرئيس في المرحلة المقبلة "حسب رغبتي الشخصية فأنا لا ارغب في الترشح لكن رغبة الحزب في ان ارشح نفسي اجبرتني على الترشح في الانتخابات المقبلة".
تعليق
وعلقت مصادر حكومية كويتية على المواقف العراقية بالقول "الكويت كانت ولا تزال تريد التزام التهدئة في التعاطي مع الملف العراقي". لكنها اعربت عن اسفها لاستمرار المواقف العراقية المعادية للكويت والتي تستهدف تأزيم العلاقات، ودفعها نحو خانة التصعيد والتصعيد المضاد.
وحسب المصادر فان الكويت ملتزمة بالعهود والمواثيق الدولية، ولا يمكن ان تفكر يوما في تخطي الحدود وتجاوزها، كما انه من المؤسف والمعيب ان تتهم الكويت باتهامات كهذه.
وقالت المصادر نفسها ان تصريحات الرئيس العراقي جلال الطالباني بشأن الكويت يشوبها الغموض. واكدت ان الطالباني خلال زيارته الاخيرة للكويت لم يطرح حل القضايا العالقة ثنائياً، ولم يطرح على مجلس الامة اي مشاريع لعقد محادثات ثنائية. واستغربت المصادر كيف يطالب رئيس عراقي باسقاط التعويضات وهو يدرك تماما أن هذه القضية هي بيد الامم المتحدة التي بيدها ان تبقي او تلغي التعويضات وليس الكويت، او العراق او اي من الدول.
المصدر : الحقيقة الدولية – القبس الكويتية- 11.6.2009
المفضلات