نَامِي عَلَى شَفَتَيَّ لَحْنَ غَرَام
وَدَعِي الرَّؤَى فِيْ مُقْلَتَيْكِ نَدَيَّةً
وَلْتَعْبُرِي أُفُقَاً مِنَ الأَشْذَاءِ
لَكِ أَنْ تُغَنِّي إِنْ أَرَدْتِ عَلَى صَدَى
لَكِ أَنْ تُشِعِّيْ كَالنُّجُوم ِوَتَنْثَنِي
أَمَّا أَنَا فَدَعِيْ العَذَابَ لأَهْلِهِ
خَلِّيْ الجِرَاحَ لِمُهْجَتِيْ تَشْقَى بِهَا
وَلْتَتْرُكِيْ رُوحِيْ يَئِنُّ بِقَيْدِهِ
جَفَّتْ عَلَى أَغْصَانِهِ أَوْرَاقُه
قَدْ كُنْتِ دُنْيَاهُ وَحِينَ هَجَرْتِهِ
يَا جَنَّةَ الدُّنْيَا وَدَاعَاً وَاهْنَئِي
كُنَّا وَكَانَتْ هَذِهِ الدُّنْيَا لَنَا
نَحْسُو الهَوَى خَمْرَاً وَنَنْهَلُ مِنْ نَدَىً
ثمَُّ اسْتَفَقْنَا بَعْدَ طُول هَنَاءَةٍِ
فَحَلَلْتِ نَاعِمَةً بِأَكْرَم ِجَنَّةٍ
وَتَوَسَّدِيْ عَيْنَيَّ ريشَ نَعَامِ
تَغْفُو بِكُلِّ وَدَاعَةٍ وَسَلامِ
وَالأَنْدَاءِ وَالأَفْيَاءِ وَالأَنْغَامِ
دَمْعِيْ وَتَبْتَسِمِيْ لِجُرْحِي الدَّامِي
كَالبَانِ مَخْمُورَاً مِنَ الأَنْسَامِ
لا تَعْبَئي بِعَوَاصِفِي وَحُطَامِي
لا تَسْأَلِيْ عَنِّيْ وَعَنْ آلامِي
يَقْتَاتُ كَالصَّحْرَاءِ بِالأَوْهَامِ
وَتَنَاثَرَتْ مِزَقَاً مَعَ الأيّامِ
أَمْسَى سَرَابَاً فِيْ عُيُونِ الظَّامِي
وَاطْوِيْ صَحَائِفَ ذِكْرَيَاتِ غَرَامِي
فِي نَفْح ِ أَزْهَارٍ وَطُهْرِ غَمَامِ
وَنَفِيضُ زَهْوَاً كَالشُّعَاع ِ السَّامِي
وَكَأَنَّ ذَا حُلُمٌ مِنَ الأَحْلامِ
وَمَشَتْ عَلَى جَمْرِ الأَسَى أَقْدَامِي
* سعيد يعقوب
المفضلات