احذروا الغيبة أيها الأحباب :
يروي الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ص قال: "أتدرون ما الغيبة؟" قالوا الله ورسوله أعلم. قال: "ذكرك أخاك بما يكره" قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".
وهي من الأمور التي نهانا الله عنها يقول الله تعالى: ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه (الحجرات: 13).
ويروي الإمام أحمد في المسند والطبراني عن أبي يعلى بن سيابة ـ رضي الله عنه ـ أنه عهد النبي ص وأتى على قبر يُعذَّب صاحبه فقال: "إن هذا كان يأكل لحوم الناس"، ثم دعا بجريدة رطبة فوضعها على قبره وقال: "لعله أن يخفف عنه مادامت هذه رطبة" حديث حسن.
وعندما رجم الرسول ص ماعزا في الزنى قال أحد الصحابة لصاحبه كلاماً في ماعز منكراً فمر الرسول ص وهما معه بجيفة، فقال لهما "انهشا منها" فقالاً يارسول الله: ننهش جيفة، فقال الرسول ص : "ما أصبتما من أخيكما أنتن من هذه". "رواه أبو داود بإسناد حسن.
ويقول قتادة :ذُكِرَ لنا أن عذاب القبر ثلاثة أثلاث: ثلث في الغيبة، وثلث في النميمة، وثلث في البول.
ويقول أحد الصالحين: أدركنا السلف وهم لايرون العبادة في الصوم، ولا في الصلاة، ولكن في الكف عن أعراض الناس.
ويقول أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ : "من أكل لحم أخيه في الدنيا قُرِّب إليه لحمه في الآخرة وقيل له كله ميتاً كما أكلته حياً".
ويقول عبدالله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : "إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك".
فهذه أيها الأحباب عقوبة الغيبة أنها سبب في عذاب القبر وأنها من الأعمال التي يعاقب عليها العبد يوم القيامة.
نسأل الله أن يجنبنا الغيبة، وأن يُبَصِّرنا بعيوبنا ويرحمنا.
المفضلات