رؤى الملوك ملوك الرؤى/ كتاب التكليف السامي
بقلم الدكتور : الدكتور محمود سليم هياجنه
في سعيه الدؤوب الذي لا يعرف الكلل ولا الملل ، يواصل صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم ، حثيثا لإيصال شعبه إلى مراقي سهام الأنام ، ولا غرو في ملك منذور لمهمة تاريخية تتمثل في استكمال مسيرة وإعلاء بنيان ، والنهوض بأمانة قادة عظام ، هم عترة الهادي وسليل دوحة النبوة وخير الأنام ، أجل ، ما تخلفوا يوما عن رعاية أمتهم ، وحماية مجدها وسؤددها ومصالحها ، فليهنا شعب أنت حاكمه ، ولينعم وطن أنت مليكه ، ولتفخر راية أنت حاملها ، وليفخر عرش أنت جالس عليه .
فإلى صاحب الجلالة الهاشمية ، أيده الله .
بعد عرض ما يليق برفيع مقام جلالتكم من واجبات الإجلال والتعظيم والتحية والتكريم ، وإبداء خالص ثنائنا ومحض ولائنا لعرشكم المفدى ، نتشرف يا مولانا المعظم ، نحن الأردنيين ، أن نرفع إلى كعبة الآمال ، هذا البيان : إنّ نبضات قلوبنا تنبض بعظيم صدق الولاء ، وإن نفوسنا مفعمة بعظيم الحب والإخلاص والتقدير ، وإن عقولنا مدركة لما جاء في خطابكم ، خطاب التكليف السامي ، لدولة سمير الرفاعي ، فهذا الوطن الجميل لن يكون الوطن البديل ، وهذا المجد الباذخ والسؤدد الشامخ لن يكون الضعيف الراضخ ، نعم يا صاحب الجلالة ، إن خطاب التكليف السامي ، فاتحة السعادة ، ومقدمة الغبطة ، وإنّ وراءه لمستقبل مجيد ، وعهد سعيد ، وهيهات يصف اليراع حقيقة ما جاء به ، أو تستوعب الصحف كنهه ، ولا غرو فأنتم أعرف بالخير وما فيه خير لشعبكم ، وأهدى إلى طريق البر ، وأيم الله ، إن الخير في ركابكم على المدى ، فبشرى لهذا الشعب الذي أحبكم بشرى ، ومرحى لهذا الوطن مرحى ، آه لو علمت العرب حقيقة القول المأثور : لن يصلح هذا الأمر إلا بما صلح به أوله ، لشدّوا الحيازيم ، ميممين نحوكم لبلوغ سامقة الرشاد ، فهل صلح هذا الأمر في أوله إلا بآل هاشم ؟ وهل يصلح بغيرهم ؟ ........ وأيم الحق لن يصلح إلا بهم ، وأيم الله إن مواسم الخير لم تكن تعرف طريقها إلا بآل هاشم البررة ، ولم تكن تُعرف إلا من خلالكم أو بكم أو فيكم أو لكم ، وكيف لا وأنتم ممن لا يطول باع كل الملوك لبلوغ رتبته أو تسنُّم ذروته ، ولهذا عندما سمعنا خطاب التكليف وما جاء فيه ، عمتنا الفرحة وانتابتنا البشرى ، وكان يُخيّل إلينا أن روحا جديدة تبث في عروقنا ، فكل جملة فيه ، تحكي إنسانية ملك نذر نفسه لشعبه وأمته ، وقلبا هيئ لاحتواء أبنائه ، وعقلا منيرا يتفهم ما يدور في العالم من حوله ، ألا ليت شعري هل يضاف شيء إلى مجدكم وعزكم ومسيرتكم ، وأنتم صناع المجد والعز ، وأنتم عبق الطهر ، لا وألف لا ، فكيف يضاف ، ومجدكم وعزكم فوق المجد والعز، وسيرتكم أكبر من أن يضاف عليها ، ذلك لأنّ أسلافكم كانوا نورا في ظلمة القرون الوسطى ، ومعاذ الله أن يكون خلفهم ظلمة في عصر النور ، وإن خطاب التكليف السامي لشاهد على تحديث الأصالة وتأصيل الحداثة ، ولا شك بأنه محمدي الخيرات ، أحمدي الرحمات ، مصطفوي القسمات .
أجل أجل أجل : لقد اقتضت الإرادة الأزلية بالسعادة لهذا الوطن ، فمنذ أن نهضتم لتسنم غارب السيادة، وتبوأتم عرش أجدادكم ، ملوك الأباطح الذين منهم ظهر نور النبوة ، نذرتم أنفسكم في الوقت الذي نذروكم أجدادكم للدفاع عن بيضة الحق وعن شرف الأمة ، وحماية المقدسات ، وإرجاع الحقوق إلى أهلها ، منطلقين من رسالتكم الواضحة ، رسالة العدل والمساواة ، رسالة السلام والأمان .
ولقد أحسن القائل :
ما زال يختار الزمان ملوكه ........... حتى أتاح لنا عبد الله الأكبرا
إيّ والذي فلق الإصباح من الدجى ، فلقد انتضيتم فضل الشجاعة والكرم ، وأحييتم روضة العلم والعمل ،فبدت أزهارها ، وأينعت ثمارها ، وبدت للملأ آثارها ، فيا عين كل إنسان ، ويا فخر بني الزمان ، يا ملك الرؤى ومنك الرؤى السامقة تنبعث .
إنكم بهذا التكليف تدشنون مرحلة جديدة في مسيرة التطوير والتحديث والإصلاح ، ولا شك بأن الدولة القادرة على التطوير لا تهرم ، والقادة القادرون على تحمل تبعات الإصلاح لا يخذلون شعوبهم أبدا ، بل هم إلى رفعة شعوبهم آخذون وإلى طريق السلامة سائرون . حمى الله الأردن وعاش الملك .
بقلم الدكتور محمود سليم هياجنه
ممنوع وضع اى ايميل
المفضلات