المراقبون بسوريا يمثلون موقف حكوماتهم .. ووجودهم محاولة ضحك على الشعوب"
جدد رئيس البرلمان العربي، علي الدقباسي، يوم الثلاثاء، انتقاده لمواقف الجامعة العربية من السلطات السورية، معتبرا "أنها غير قادرة على إنقاذ الشعب السوري ووقف نزيف الدم في دمشق"، مشيراً إلى أن "المراقبين الذين أرسلتهم إلى سوريا يمثلون موقف حكومات بلادهم".
وذكرت تقارير إعلامية أن الدقباسي نوه إلى دعوته سحب المراقبين من سوريا "لأن وجودهم أصبح محاولة ضحك على الشعوب العربية، وأن سوريا ليست بحاجة إلى رقابة لأن الأمور واضحة فهناك آلاف القتلى والنازحين ونزيف الدم مستمر، والجامعة العربية تورطت مع السلطات السورية لمنحها الفرصة تلو الأخرى".
وكانت الجامعة العربية أعطت السلطات السورية عدة مهل من اجل توقيع مشروع بروتوكول لإرسال مراقبين إلى سورية لمعاينة الأوضاع فيها، حيث اشترطت السلطات السورية إدخال تعديلات على هذا المشروع وإلغاء قرارات الجامعة بفرض عقوبات عليها مقابل التوقيع على البروتوكول، إلا أنها قبلت التوقيع بعدما تم إدخال تعديلات لا تمس الجوهر، بحسب مصادر بالجامعة، لكنها تحفظ السيادة السورية، بحسب مصادر رسمية سورية.
وقرر وزراء الخارجية العرب فرض عقوبات اقتصادية وتجارية بحق السلطات السورية, وذلك على خلفية انتهاء المهلة التي حددتها الجامعة العربية لتوقيع مشروع بروتوكول خاص يقضي بإرسال مراقبين إلى سورية, معتبرين ان دمشق لا تلتزم بتنفيذ المبادرة العربية والتي تنص على إجراء حوار وطني وسحب المظاهر المسلحة والإفراج عن المعتقلين.
وطالب الدقباسي الجامعةَ العربية بدفع الملف السوري إلى مجلس الأمن والتعامل معه بالقانون الدولي، قائلا إنه "من المخجل والمعيب وجود مؤسسات حقوقية وإنسانية على مستوى أوروبا والعالم تبدي رأيها بالشأن العربي بينما مؤسسات العمل العربي المشترك تقف متفرجة على ما يجري".
وكشف الدقباسي أن القمة العربية القادمة سوف تقر البرلمان العربي بشكل دائم، وزاد "نجحت في شهر أيلول الماضي في إصدار قرار لنقل مقر الأمانة العامة للبرلمان العربي وتحويل جميع الأرصدة البنكية من دمشق إلى القاهرة تعبيراً عن عدم قبولنا ما يجري في سوريا من مذابح".
وكان البرلمان العربي أوصى في شهر أيلول الماضي بتجميد عضوية البرلمانيين السوريين ووقف العمل بمكتب البرلمان الرئيسي ومقره العاصمة السورية دمشق في حال عدم استجابة السلطات السورية لإجراء إصلاحات سياسية فورية والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
وأضاف الدقباسي البرلمان العربي أول مؤسسة نظامية "أدانت" ما يجري في سوريا، وطالبت بقطع العلاقات مع الحكومة السورية وسحب السفراء العرب من دمشق.
وكان رئيس البرلمان العربي دعا الاحد الجامعة العربية الى سحب المراقبين العرب على الفور مع استمرار السلطات السورية في "انتهاك بروتوكول جامعة الدول العربية المعني بحماية المواطنين السوريين".
بيد أن أمين الجامعة العربية نبيل العربي لما سئل عن دعوة الدقباسي الى سحب فريق المراقبين العرب فورا من سوريا، أجاب "هذا تصريح مهم وسوف يتم بحثه عندما يجتمع الوزراء" العرب، غير انه طالب بالتريث قبل تقويم جدوى مهمة المراقبين العرب، مشيرا الى انها بدأت قبل اسبوع فقط.
وتشهد عدة مدن سورية منذ أكثر من 9 أشهر تظاهرات ترافقت بسقوط شهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، حيث تقدر الأمم المتحدة عدد ضحايا الاحتجاجات في سورية بنحو 5000 شخصا، فيما تقول مصادر رسمية سورية أن عدد ضحايا الجيش والأمن تجاوز 2000 شخص، وتحمل "جماعات مسلحة" مسؤولية ذلك.
سيريانيوز
المفضلات