صحافة عربية وعالمية
أبناء اسرائيل الضائعون
وافقت الحكومة في الاسبوع الماضي على طائفة من الافضال الضريبي والشرائي ل «اسرائيليين عائدين» يفترض أن تمنح مكانة مهاجر جديد لمن سكن الخارج ست سنوات فأكثر.
والهدف: اعادة 75 ألف اسرائيلي الى البلاد. الحديث بحسب المعطيات عن طائفة من السكان ممتازة – معدل مستوى دراسة المهاجرين من اسرائيل الى الولايات المتحدة مثلا أعلى من سائر اليهود في اسرائيل.
اجتزنا طريقا طويلا منذ «تساقط الضعفاء» لرابين. إن النظرة الى من اختاروا تجربة حظهم في مكان آخر أصبحت موضوعية بل متسامحة.
الحال هنا على الخصوص غير سيئة، لكن من يعتقد اعتقادا مخالفا فمبارك. الى أن ابحاثا تدل على أن الرفاق لا يخدعون عندما يقولون «سأعود في الحال»: فثلث المغادرين يعودون بعد أقل من سنتين، ويعود ثلث آخر في غضون نحو من عشر سنين. في 2009 وحدها عاد الى البلاد 10200 ممن غادروها.
بحسب تقديرات مفرطة جدا للمكتب المركزي للاحصاء في نهاية 2006، كان عدد الاسرائيليين الذين مكثوا حتى ذلك الحين في الخارج لأكثر من سنة يراوح بين 530 ألفا الى 580 ألفا. وفي ضمنهم عرب اسرائيليون ومبعوثون على اختلاف أنواعهم وفيهم طلاب جامعات وسياح.
لكنه لا يشتمل على أبناء المهاجرين الذين ولدوا في الخارج. وهؤلاء، أي ابناء اسرائيل الضائعون، لا يقلون اثارة للاهتمام عن آبائهم. بحسب الابحاث الجديدة للدكتورة ليلاخ ليف – آري من معهد اورانيم ومن جامعة بار ايلان، كثير من أبناء الجيل الثاني من المهاجرين، في اوروبا وفي امريكا الشمالية، في ذوبان في المجتمع غير اليهودي.
هؤلاء الابناء الذين ولدوا ضمن الحياة في الخارج يتكيفون سريعا مع البيئة المستضيفة. فانجليزيتهم اصبحت مثل لغة الأم، والعلاقات الاجتماعية التي ينشئونها بأبناء الجيران طبيعية. لا يوجد عندهم شوق الى طعوم وشخصيات ومناظر أصبحت جزءا من النظام الوراثي لآبائهم لانهم لم يجربوها قط.
المأساة مضاعفة: إنها تبدأ داخل العائلة، بين الولد ووالديه، وعالمه غير عالمهما وعالمهما غير عالمه، وتستمر في بلوغه مع خروجه الى الحياة بغير هوية محددة. وتنتهي المأساة في اسرائيل التي تخسر مواطنا كان يمكن أن يصبح البروفسور أومان القادم. أو شلومو أرتسي القادم. أو الحاخام عوفاديا.
تفرق الدكتورة ليف – آري بين أبناء ال «جيل ونصف» الذين ولدوا في البلاد وما زالوا يشعرون في اسرائيل بأنهم في الوطن وبين أبناء الجيل الثاني. اولئك الذين يفقدون الصلة مع عدم وجود رباط العضوية في حركة شباب وزيارات للبلاد أو مبادرات نشاط للآباء. إن من يزور البيوت الفخمة لكبار العاملين في الهايتك في بالو آلتو، او محاضرين نجوم من متحدثي العبرية في بوسطن، لا يستطيع ألا يشاهد دموعهم الخفية عندما يتحدثون عن مستقبل الأولاد.
إن مركزية الآباء في هذه القصة الحزينة ذات شأن خاص. تقترح ليف – آري مساعدتهم، والعمل بينهم بطرائق جديدة. تبذل دولة اسرائيل والوكالة اليهودية مالا جما في هجرة الى البلاد غير موجودة. وما تزال حركات الشبان ترسل مبعوثين نشطاء الى جميع أنحاء العالم. لم تعد انجازاتهم منذ زمن تقاس بأعداد المهاجرين الى اسرائيل بل بتعزيز الهوية اليهودية عند الجماعات اليهودية وتعزيز الصلة باسرائيل.
بيد أن أبناء الجيل الثاني للمهاجرين من البلاد، مثل آبائهم، ليسوا جزءا من الجماعة اليهودية. يسهل الوصول اليهم لكن يحتاج من أجل ذلك الى قلب واسع وعقل جيد وتوجيه من أعلى في الأساس. بحسب كل اعتبار، هذا استثمار قد يعيد نفسه بفائدة مضاعفة.
اسرائيل وولمان
يديعوت الاسرائيلية
المفضلات