أطفال الفيس بوك ..! يعيشون حياة لا تتناسب مع أعمارهم
أطفال الفيس بوك ..! يعيشون حياة لا تتناسب مع أعمارهم
سهير بشناق - عاد الطفل احمد « 7 سنوات « ، في الصف الثاني ابتدائي ، الى بيته من المدرسة مطالبا والدته بفتح حساب له على شبكة التواصل الاجتماعي « الفيس بوك « اسوة بزملائه بالمدرسة.
« ام احمد» علمت ان اغلبية الطلاب في صف ابنها ،لهم حساب على الفيس بوك ويتواصلون مع بعضهم البعض من خلاله
لم تستجب لطلب ابنها ، لقناعتها ان شبكات التواصل الاجتماعي، ليست مناسبة للأطفال وانها لم توجد الا للكبار واستخدامها من قبل الصغار سلوك خاطىء لا يتناسب مع طفولتهم
وبعد حوار دار بين الام وابنها توصلت الى ان هذا الامر غير مناسب لعمره(...) وان الفيس بوك مخصص فقط للكبار ومن يستخدمه من الصغار لا يعني باي حال من الاحوال بانهم فعلوا الشيء الصحيح ، « احمد» استبدل طلبه باخر كان :شراء هاتف خلوي « اي فون « !
براءة مسلوبة
لم يعد هذا العالم بتطوراته المتسارعة وخاصة في مجال التكنولوجيا يتماشى مع معاني الطفولة التي تغيرت، من يوم الى يوم وسلبت الاطفال براءتهم و قناعاتهم .
لم يعد الطفل كما كان سابقا يقتنع بما يملكه فتفرحه لعبة بسيطة تتماشى مع عمره، فمع تغير الحياة اصبح الطفل يفكر ويعيش الى حد ما كالكبار يتابع احدث المنتوجات على صعيد الهواتف الخلوية والالعاب الالكترونية ويحاول ان يقلد الكبار فيستبدل اللعب بالجلوس امام اجهزة الحاسوب وشبكات التواصل الاجتماعي .
الفائدة التي يمكن
ان يجنيها طفل من الفيس بوك؟
اي معلومات يمكنها ان تنمي عقل الطفل وادراكه وهو يقضي ساعات طويلة باللعب على الكمبيوتر او الاي باد ولا يفكر بقراءة قصة او اللعب مع اشقائه او اصدقائه في حين يصبح عقله مرتبطا بالحداثة والتطور التكنولوجي فيصبح اقتناء هاتف خلوي حديث هدفه فلا يتوقف عن مطالبة اسرته بتوفيره له ؟
ان تغير وتطور الحياة طال ايضا الاطفال فاصبحوا يعيشون كالكبار ويحصلو ن على كل وسائل الترفيه التي في كثير من الاحيان لا تتناسب مع اعمارهم او تكون الرقابة غائبة عنها فيقع الطفل بمشكلة اكتشاف جوانب لا تسهم الا في زعزعة قيم ومبادىء تحاول الاسرة والممدرسة زرعها في نفسه .
حيرة الاسرة
تعيش الاسر في حيرة من امرها، بين مجاراة مطالب ابنائها التي في كثير من الاحيان لا تتناسب مع اعمارهم وبين شعور الابناء بالنقص والاختلاف عن باقي زملائهم واصدقائهم الذين يمتلكون احدث الاجهزة الخلوية ولهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لان اسرهم تختار دائما تلبية متلطباتهم ولا يوجد في قاموس حياتهم كلمة « لا « .
وتسهم تلبية مطالب الابناء المستمرة والتي تجاري واقع الحياة اليوم في اغتيال القناعة لديهم التي بدات تتلاشى يوما بعد يوم فمن يملك احدث الهواتف الخلوية وهو لا يزال طفلا ومن يجلس ساعات امام اجهزة الحاسوب وشبكات التواصل الاجتماعي لا يمكنه ان يقتنع بما يملكه فيبحث دائما عن الجديد ويتمرد على اسرته في حال عدم الاستجابة لمطالب جديدة ما دام قد حصل في مرحلة ما على كل ما يريده .
لبنى المصري
اخصائية تربية الطفل لبنى المصري ،اكدت على ان الطفل يجب ان يعيش مراحل طفولته دون ان يتم ادخاله لعالم الكبار او مقارنته بهم باي حال من الاحوال .
واضافت : ان تلبية مطالب الابناء يجب ان تكون في حدود المعقول تماشيا مع مرحلتهم العمرية وادراكهم فان يكون طفل في عمر السابعة يستخدم شبكات التواصل الاجتماعي ويقتني احدث الهواتف الخلوية سلوك سلبي من قبل الاسر اتجاه ابنائهم يتحملون نتائجه بالمستقبل.
واكدت على ان الطفل يجب ان يعيش طفولته، وان يدرك ان هناك اشياء للكبار لا يمكنه القيام بها او الحصول عليها خاصة وانه في حال استجابة الاسر لمثل هذه المطالب فانهم سيكتشفون ان اطفالهم لن يتوقفوا عن المطالبة بامور اخرى او الاستمرار في استغلال اسرهم بشكل واضح.
الاطفال يمتلكون من الذكاء الكثير فما ان يشعروا ان اباءهم وامهاتهم يلبون مطالبهم بشكل مستمر فانهم سيطلبون المزيد بالوقت الذي يجب ان تدرك الاسر بان التعامل مع الاطفال والابناء مسؤولية كبيرة وان حبهم ورغبتهم ،واسعادهم يجب ان لا تكون محكومة بمطالبهم فعدم شراء ما يريدونه لانه لا يتناسب مع اعمارهم لا يعني ان الاسرة لا تحب ابناءها وعدم ترك الحرية لهم باستخدام الحاسوب وشبكات التواصل الاجتماعي لا تعني انتقاصا من شخصياتهم .
«المصري « تؤكد ان على الاسر بالتركيز على الحوار الدائم مع ابنائها ولو كانوا صغارا
ليكتشفوا ان هناك امورا بالحياة لا تتناسب مع اعمارهم وتحفيزهم على العيش ضمن خصوصية مراحلهم العمرية بهدف تعويدهم على معاني القناعة
خاصة وان الطفل الذي يحصل على كل ما يريد سوف يجد صعوبة بتقبل الرفض من قبل اسرته امام اي مطلب جديد يرغب بتلبيته .
عدم اختصار الزمن في لحظة واحدة
في عصر الفيس بوك والاي فون ،والتسارع في طرح كل ما هو جديد ومتطور تزداد مسؤولية الاسرة اتجاه ابنائها والمتمثلة بالابقاء على طفولتهم وعدم اختصار الزمن في لحظة واحدة وامام مطالبهم ليمتلك الطفل كل ما يريد، وهو لا يزال في المرحلة الابتدائية .
ويبقى السؤال ان حصل طفل على كل ما يريد ، كيف يمكن بالمستقبل، الحد من مطالبه الجديدة المرتبطة ايضا بكل ما هو جديد؟.
وكيف يمكنه ان يتقبل رفض اسرته تلبية مطالبه في الوقت الذي اغدقت عليه اسرته ،كل ما يريد لتتلاشى تدريجيا قناعاتهم ،فلا يكتفوا بما لديهم ويبحثوا دوما عن الجديد ؛الذي سيقودهم الى حياة الكبا ر ولا يكون لهم من طفولتهم نصيب الا الاسم فقط .
المفضلات